أرجعت الأمانة العامة للاتحاد الوطني للفلاحين الأسباب الرئيسية التي كانت وراء تسجيل ندرة حادة في مادة الحليب منذ قرابة شهرين، إلى لجوء ''مافيا'' قطاع الفلاحة والتنمية الريفية إلى ذبح الأبقار المستوردة واستهلاكها كلحوم بدل استغلالها في إنتاج الحليب، واعتبرت ذلك بمثابة فضيحة تهز القطاع راحت ضحيتها الطبقة الفقيرة من المجتمع. وشدد الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين، محمد عليوي، أمس، على هامش فعاليات الصالون الدولي للفلاحة المنظم بقصر المعارض الصنوبر البحري، على ضرورة تنصيب لجنة وتوكليها مهمة رقابة كيفية استغلال الأبقار المستوردة الموجهة لإنتاج الحليب ومنع ''مافيا'' قطاع الفلاحة والتنمية الريفية من ذبحها واستغلالها كلحوم، وطالب باستيراد المزيد من الأبقار من أجل رفع الإنتاج الوطني للحليب إلى 3 ملايير و500 ألف لتر سنويا بدلا من مليار و200 ألف لتر كمية منتجة في الوقت الراهن، هذه الكمية الأخيرة أكد بشأنها عليوي على أنها من جملة الأسباب الرئيسية التي كانت وراء معاناة الجزائر من عجز ب50 بالمائة. وحتى تتمكن الجزائر من رفع قدرتها الإنتاجية لمادة الحليب، أفاد المتحدث بأنه بات أكثر من ضروري فتح المجال لأصحاب المصانع الخواص المنتجة للحليب لاستيراد الأبقار مع الإستفادة من دعم الدولة، حيث يدفع صاحب المصنع 50 بالمائة من سعر البقرة الواحدة المستوردة والفارق يقع على عاتق الدولة، إضافة إلى ذلك فإنه بات لزاما على مسؤولي قطاع الفلاحة استغلال مساحة 184 ألف هكتار كمزارع نموذجية وتخصيصها كمكان لرعي الأبقار المستوردة، حيث أشار في الشأن إلى أن 95 بالمائة من الأبقار بولاية بومرداس تفتقد إلى مساحات خضراء للرعي. وشدد الأمين العام للإتحاد الوطني للفلاحين، على ضرورة سحب كل من وزارتي التجارة ونظيرتها للفلاحة والتنمية الريفية لرخص استغلال أصحاب الملبنات الخاصة ومنعهم من ممارسة النشاط نهائيا، بسبب تلاعبهم بالطبقة الفقيرة من المجتمع من خلال حرمانها من إحدى أهم المواد الاستهلاكية وهي ''الحليب''.