أرجع الأمين العام لاتحاد الفلاحين محمد عليوي أمس ندرة حليب الأكياس إلى المضاربة في غبرة الحليب التي يتم بيعها لمرات عديدة مما أدى إلى ارتفاع أسعارها، داعيا وزير الفلاحة رشيد بن عيسى إلى الاستثمار في تربية الأبقار بدل استيراد غبرة الحليب. وقال عليوي في اتصال معه أمس بأنه التقى مؤخرا بوزير الفلاحية والتنمية الريفية رشيد بن عيسى واقترح عليه حلا لأزمة الحليب، يقوم على أساس استيراد الأبقار المدرة للحليب ومنحها لتعاونيات فلاحية من أجل تربيتها واستخراج الحليب منها، مع تخصيص مساحات أرضية لتحقيق هذا الاستثمار، مما يسمح في تقديره بفتح مناصب شغل إلى جانب تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المادة، بدل اللجوء إلى الاستيراد. وحمل عليوي المنتجين الخواص والعموميين مسؤولية ندرة حليب الأكياس، بسبب المضاربة في غبرة الحليب المستوردة من الخارج، التي تكلف الدولة ميزانية قدرها 1.2 مليار دولار سنويا، "كان من الأجدر استغلالها في استيراد الأبقار وتوزيعها على التعاونيات الفلاحية"، مصرا على ضرورة إشراك الفلاحين في كل جهاز يتم استحداثه لإعادة تنظيم فرع الحليب، وهو ما سيساهم في معالجة الأزمة. ومن جهته، أكد ممثل الاتحادية المهنية للحليب على مستوى منطقة الوسط عابد عبد الله، بأن إنتاج حليب الأبقار تراجع بنسبة لا تقل عن 40 في المائة خلال الشهرين الأخيرين، وقد تزامن هذا الانخفاض مع تفاقم أزمة حليب الأكياس على مستوى أغلب الولايات، والسبب في ذلك يعود حسب المصدر ذاته إلى غلاء سعر الأعلاف، مما دفع بالمربين إلى تقليص كمية العلف الذي تتناوله الأبقار، مما أثر على كميات الحليب التي كانت تدرها يوميا. ويصر مربو الأبقار على ضرورة إعادة النظر في سعر حليب الأبقار، بسبب قلة هوامش الأرباح، في وقت اتجه بعض مسيري التعاونيات إلى إنتاج حليب الأبقار المعقم وتوزيعه على المحلات التجارية، تزامنا مع تزايد أزمة الحليب، واضطروا مؤخرا إلى مضاعفة إنتاجهم بسبب تزايد الطلب عليه، بالنظر إلى نوعيته الجيدة. علما أن أزمة حليب الأكياس لم تتوقف منذ عدة أسابيع، في وقت نفى وزير الفلاحة رشيد بن عيسى وجود ندرة في هذه المادة، مفسرا الوضع الحالي بالخلل الذي أصاب شبكة التوزيع، بسبب انشغال المنتجين بتنصيب جهاز خاص بفرع الحليب، في حين تصر مصادر أخرى من بينها اتحاد الفلاحين وكذا اتحاد التجار على وجود مضاربة في المادة الأولية وهي غبرة الحليب. وفي سياق متصل، يؤكد الموزعون على لسان ممثل منطقة الوسط "تربح صديق" بأن الكميات التي كانوا يحصلون عليها من حليب الأكياس عن طريق مركب الحليب التابع للدولة قدر تراجعت مؤخرا، وهو ما يفسر في تقديره وجود ندرة في هذه المادة.