أنهت الجهات القضائية، اليوم الاثنين، التحقيق مع جمركي عامل بمطار الجزائر الدولي، في أعقاب اكتشاف تورطه في شبكة “أمير ديزاد”. ومثل الجمركي أمام محكمة الدار البيضاء بالعاصمة، بعد المثول أمام وكيل الجمهورية، ليحال للمحاكمة مباشرة، في إطار إجراءات المثول الفوري. وبعد إحالته على المحاكمة، تقرر تأجيل قضية الجمركي وهو عون رقابة، إلى يوم 30 سبتمبر القادم، مع تمكينه من الإفراج. المتهم ما زال في منصبه إلى اليوم! المثير في هذه القضية هو أن الجمركي ورغم اعترافه بكل ما نُسب إليه خلال مراحل التحقيق، ورغم أن كاميرات المراقبة أثبتت تورطه بالجرم، لكنه ما يزال بمنصب عمله بالمطار. كما أن الأمر المريب الآخر، هو أن القضية استغرقت أكثر من شهرين كاملين، رغم وجود حالة التلبس وتوفر أدلة الإثبات، إلى جانب اعتراف المتهم بكل ما نسب إليه. القضية وما فيها بدأت في جويلية الماضي، عندما اكتشف أحد المواطنين الذي كان مسافرا إلى الخارج، صورته بالمطار على الفايسبوك. ولم يكن الشخص الذي نشر الصورة سوى الهارب من العدالة أمير بوخرص المكنى “أمير ديزاد”، حيث استعملها في التشهير بصاحبها. بعد ذلك، لجأ المواطن الضحية إلى الجهات القضائية، حيث أودع شكوى ضد مجهول. حاميها حراميها داخل المطار! وتبين من خلال التحقيقات أن الصورة المنشورة رصدت الضحية أمام مصالح مراقبة الوثائق داخل المطار الدولي. بعد ذلك، أمر وكيل الجمهورية لمحكمة الدار البيضاء شرطة المطار باستغلال كل كاميرات المراقبة وتحليلها. وقد قادت التحريات إلى الاشتباه بجمركي عامل بالمطار الدولي. وبعد استغلال هاتف المشتبه به، من طرف محققي الشرطة، تبين أن الجمركي قد أرسل بالفعل صورة المواطن ل”أمير ديزاد”. كما كشفت التحقيقات أن الجمركي اعتاد على تلك الممارسات، حيث لم تكن تلك المرة الأولى التي يقوم فيها بتصوير مسافرين من مسؤولين ومشاهير، وإرسالها. وبعد مواجهة الجمركي، بكل ما تم ضبطه خلال التحقيقات، اعترف أمام حققي الشرطة ووكيل الجمهورية بكل ما نُسب إليه. وكان من جملة ما قاله الجمركي هو أنه قام حقا بتصوير بعض الشخصيات المعروفة ومن ذلك صور الضحية في القضية التي توبع بسببها .