علمت "النهار" من مصادر على صلة بالملف الأمني، أن الأجهزة الأمنية العاملة في الميدان على مستوى ولاية سطيف، تلقت من القيادات العليا، تعليمات هامة تنص على ضرورة التحلي باليقضة والحذر وتكثيف الرقابة والتفتيش وتفعيل العمل الإستعلاماتي لإحباط إعتداءات إرهابية محتملة، بإستعمال الأحزمة الناسفة أو بالإعتماد على السيارات المفخخة وتفكيك شبكات الدعم والإسناد. وحسب ذات المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، فإن قيادات الأمن، الشرطة والجيش والدرك، أعطت هذه الأوامر بعد تلقيها معلومات، ترجح إمكانية قيام أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك دروكدال المدعو "أبو مصعب عبد الودود"، بنقل قواعده من المنطقة الثانية التي تظم ولايات تيزي وزو، بومرداس والبويرة، إلى ولايات الشرق الجزائري، وخاصة إلى معاقل "الجيا" في العشرية السوداء بسطيف، التي تمتد من جبال "بابور" الحدودية، بين ولايتي سطيفوجيجل، إلى جبال "قنزات" الحدودية مع جبال ولاية برج بوعريرج، وهذا بعد تضييق الخناق عليها في منطقة الوسط من قبل قوات الجيش الوطني الشعبي، وتجفيف منابع التوين والتمويل وتراجع التجنيد. كما سبق أن أشرنا إليه في عدد أمس، أين تم إحباط إجتماع أمراء الإرهاب الذي كان يترأسه أمير تنظيم القاعدة في الجزائر "دروكدال"، في المنطقة الجبلية "سيدي علي بوناب"، في الحدود بين ولايتي بومرداس وتيزي وزو. وإستنادا إلى ذات المصدر، فإن قيادات التنظيم تحت إمرة "دروكدال" تكون قد لجأت إلى اختيار ولايات الشرق، خاصة الشريط الحدودي بين ولايتي جيجلوسطيف وبرج بوعريريج، بالنظر إلى عدة معطيات، أهمها أن تلك التضاريس الجبلية الوعرة بتلك المناطق، الأمر الذي يريد التنظيم استغلاله لتجنيد عدد أكبر وتفعيل النشاط الإرهابي. وفي هذا الإطار، كشفت بعض المصادر ل"النهار"، أن وحدات مشكلة من المشاة والقوات الخاصة التابعة للجيش الوطني والدرك الوطني، باشرت نهاية الأسبوع المنصرم، في عملية تمشيط واسعة في المرتفعات الجبيلة بشمال ولاية سطيف، والتي تمتد من جبال "بابور" إلى جبال "قنزات" في عملية للبحث عن الجماعات الإرهابية وتدمير مخابئ العناصر الإجرامية، بالإعتماد على عناصر إضافية ضمن دوريات المراقبة والإستعانة برادارات متطورة، وكذلك إستعانته بوسائل مراقبة حديثة تعتمد على "الأشعة تحت الحمراء"