شد انتباه الحضور ليلة أول أمس بقاعة سينما المغرب في اليوم الخامس من مهرجان الفيلم العربي بوهران، عرض فيلم عراقي "ابن بابل"، الذي صور بطريقة فريدة من نوعها، جعلت الكل يحتار لهذه الطريقة المحترفة في إخراج فيلم أثناء فترة الإحتلال وبمعدات كبيرة، إلا أنه وبعد نهاية الفيلم وظهور الجينيريك، تبين أن الولاياتالأمريكية بخبرائها من هوليود وشرطة سينمائية بريطانية وأخرى أوروبية، وبدعم من مؤسسات سياسية وسينمائية دولية وبتعاون كبير من الحكومة والجيش والشرطة العراقية في عهد الكردي طالباني، ساهمت في إخراج فيلم في ظاهره يحكي واقع سيدة عجوز فقدت ابنها سنوات التسعينات والذي سجن من طرف جيش صدام، بعد أن رفض المشاركة في حرب ضد الكويت وحاول المخرج محمد الدراجي تصوير معاناة المرأة الكردية التي تنقلت في ظروف صعبة من الشمال إلى مدينة الناصرية وبغداد والسلمانية، بحثا عن ابنها مباشرة بعد سقوط نظام الحكم القديم، للإظهار للعالم مدى الحصار الذي كان يعاني منه الشعب وقت الرئيس المشنوق، واستغل مخرج الفيلم إهانة الرئيس صدام من خلال تلقيبه بالمرحاض، وذكر اسمه في كل ما هو منحط، إضافة إلى إظهار شعارات ضد حزب البعث، وركز الفيلم على المقابر الجماعية التي اكتشفت بعد سقوط العراق، والتي اتهم فيها النظام السابق، لينتهي الأمر بأن الفيلم له توجه سياسي محض يحكي عن حقبة معينة، وله أهداف سياسية لصالح جهات معينة وليس فيلما سينمائيا يعالج قضية إنسانية التي تحكي عن المفقودين وأجاب المنتج على هامش عرض الفيلم؛ أن عمة المخرج فقدت ابنها في حرب إيران، وهو ما جعله يبني قصته على السيدة الكردية، وأضاف أن الفيلم حاز على 20 جائزة في 60 مهرجان بالعالم، شارك فيه واعترف علنيا باختيار هذه الحقبة بالذات لإظهارها سينمائيا.