السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: أنا قارئة وفيّة لجريدة "النهار"، أعاني من مشكلة، وأود منك مساعدتي في حلها، مع أني أشعر بأنه ليس لها حل، لأنها تكمن في طبعي، وليس باستطاعتي التغيير. مشكلتي يا سيدة نور، باختصار في تعاملي مع الغير، وخصوصا أقربائي، معاملتي لهم بدون احترام، فحينما يكسوني الغضب أنسى نفسي، وأفرغ كل ما بداخلي على من هو أمامي أي كان، رغم أنني أصغر أخواتي، فعلو صوتي الصفة التي لا تفارقني، وبذلك أكثر عقوقي لوالدتي، وعدم احترامي لمن هم أكبر مني. حاولت كثيرا أن أكتم غيظي، وأن أخفض صوتي قدر استطاعتي، لكن لم أنجح، فلجأت إلى العزلة، أصبحت أجلس في غرفتي حتى أبتعد عنهم فأترك الجدال الكثير، نصحوني بالتقرب من والدتي، لكني لم أفلح أبدا، لأن لا أحد من إخوتي يفعل ذلك. لقد تعبت كثيرا من هذا الطبع السيء، حاولت التغيير مرارا، لكنني فشلت، أخاف أن أموت وأنا عاقة، ومغضوب علي من الجميع. حنان/ البويرة الرد: كأنك يائسة من الحل، طرحت المشكلة بدون أن تتوقعي الإستفادة، لكنك في نفس الوقت تشعرين بالمسؤولية، وتَخافين على نفسك، هل تتوقعين أن أريحك وأوافقك الرأي، وأقول إنه ليس بيدك التغير، وإنه طبع. ماذا لو أخبرتك أن الأمر ليس مستحيلا، وأنك تستطيعين أن تغيري من هذا الطبع وتروضيه، وإن كان ذلك يحتاج منك جهدا ومثابرة، فيبدو أنك قد نشأت على هذه الطريقة. أولا، يجب أن تكوني واعية دوما بالأسباب الحقيقية التي تدفعك إلى الغضب، وأيضا الشعور بالمسؤولية، وأنك لو غضبت فإنك غضبت بإرادتك لم يجبرك أحد، فغيرك قد يتعرض إلى نفس المثيرات ولا يتفاعل معها بنفس النتيجة. نعم قد تكون طبيعتك أكثر انفعالا من غيرك، لكن بيدك أيضا أن تدربي نفسك على ضبطها، أكثري من الإستغفار، ومن الإستعاذة بالله من الشيطان، الذي له دور كبير في تأجيج الغضب. لا تحبطي مهما فشلت، كرري المحاولات كل مرة، وستتغلبين بإذن الله على هذا الطبع، المهم ألا تتوقفي عن المحاولات، اجعلي لك دفترا ترصدين فيه تقدمك كل يوم عن سابقه، هذا سيشجعك، وسيجعلك تواصلين حتى بلوغ الهدف. عزيزتي، عليك بطاعة الوالدة، ولو لم يكن هذا معتادا عندكم، اكسري القاعدة، وابدئي أنت بالإهتمام بمن حولك، أشعريهم بِحبك وحرصك، ولو لم يقدروه، يكفيك أن تُخرجي مشاعرك، حتى لا تتحول إلى غضب يعيق ويدمّر علاقاتك مع الغير. ولا تنسي أثر الدعاء، فألحّي على الله حتى أن يعينك على نفسك ويرزقك خيرها. ردت نور