خالهما قام بالعملية بالتعاون مع الأم الهاربة من العدالة " شفريط الصيفي" واحد من هؤلاء قرر الفرار بجلده مع ابنيه "عز الدين" و"يوسف" وزوجته من بنات وطنه "لخنش الطاوس" إلى مدينته قايس بخنشلة بتاريخ 09 جويلية2003 بعدما عاش وشاهد بأم عينه كيف يتحول الجزائري و الجزائرية إلى سلعة رخيصة يتداولها الأوروبيون. عاد المواطن الصيفي إلى قايس وتنفس الصعداء ليبدأ حياة جديدة بين أحضان أهله وبجوار مسجد بلديته يسمع أذانه ويؤم باحته ويرفع رأسه ويشمخ أنفه إلا أن هذا الحلم اصطدم بواقع الزوجة التي ملأت قلبها بحب فرنسا ولم يعد فيه من موضع لابنيها وزوجها فقررت من طرف واحد ودون سابق إنذار مغادرة المنزل الوطن الذي جاهرت بحسب ما صرح لنا به الزوج لتعود من حيث أتت إلى مدينة بوبيني بفرنسا تاركة وراءها ابنيها وزوجها المخدوع دون رجعة وعلى الرغم من الفراغ الرهيب الذي تركته وراءها و الصدمة العنيفة التي تلقاها السيد الصيفي إلا انه احتضن ابنيه وأحاطهما بحنان أكبر وبرعاية أشد ليعوضهما هجر الأم وتخليها عنهما وادخلهما إلى مدرسة حي أول نوفمبر بقايس ليتابعا دراستهما. إلا أن كل ذلك لم يكن كافيا في نظرة هذه الأم بحسب الزوج للإمعان في إذلاله وعقابه على جريمة عودته إلى وطنه بعد أن أنهى إجراءات حقوق التقاعد في فرنسا فقررت رسم خطة محكمة لخطف ولديه وتهريبهما نحو فرنسا حيث أرسلت أخاها من مدينة أقبو في شهر أوت سنة 2004 إلى قايس ليختطف الابن الأول عز الدين ويسلمه إليها بمطار هواري بومدين وتطير به إلى بوبيني بفرنسا، وفي العام الموالي في نفس الشهر تم اختطاف الابن الثاني يوسف. وهنا بدأ الأب رحلة العذاب ومرحلة جديدة من البؤس والشقاء على درب مأساته ليلجأ إلى محكمة قايس ويشرع في إجراءات إثبات تمرد الزوجة ونشوزها والتي انتهت بالحكم بطلاقها على مسؤوليتها و الحكم عليها بعام حبس نافذا بتهمة الإهمال واختطاف قاصرين من المحكوم له بالحضانة ونفس الحكم صدر في حق أخيها الذي باشر عملية الاختطاف لكن هذه الأحكام لم تنفذ لا في الجزائر ولا في فرنسا كما لم يتمكن من استرجاع ابنيه المخطوفين على الرغم من أن محكمة بوبيني بفرنسا كانت قد أدانت هذه الزوجة بغرامة مالية قدرها 6000 أورو بتهمة التصريح الكاذب ومغالطة العدالة الفرنسية بعدما ادعت لدى المحكمة بأن زوجها اختطف ابنيها وعاد بهما إلى الوطن والحقيقة أنها كانت مطلقة حينها وأن الطفلين اسندا لحضانة أبيهما وفي الجزائر يقول الصيفي فقد صدر في حقها أمر بالقبض ولكنه لم يجد من طريقة لتنفيذ هذا الحكم إلى اليوم وقد أرسل كل المسئولين في أعلى السلطات في الدولة كما راسل الرئيس جاك شيراك فرد عليه في الوقت الذي لم يتلق أي رد من أي مسئول في الجزائر إلى اليوم بمن فيهم رئيس الجمهورية إلا أنه لا يزال متمسكا بأمل عودة ابنيه إلى حضنه وحضن وطنهم قبل أن يتم تغريبهما وإذابة شخصيتهما في مجتمع لا يمت لهما بصلة وسيستغيث برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وبوزير الخارجية في الجزائر وبالرئيس الفرنسي ساركوزي ليتخذ كل منهم ما يملك من صلاحيات دستورية وقانونية للعمل على إعادة ابنيه إليه من أحضان أم خائنة ولعل هذه الصرخة التي حاولت "النهار" كعادتها نقلها بأمانة إلى المعنيين ستجد آذانا صاغية وقلوبا تنبض بتجربة حب الأبناء و التعلق بهم وهي مثال لعشرات الحالات المشابهة التي لا يزال الجزائريون في ديار المهجر يجنون ثمارها المرة اليوم وغدا.