السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: سيدتي نور لا أعرف لماذا الحزن يلاحقني، نعم إنّه كذلك، لقد تملكني حتى النخاع فأصبحت لا أعرف غيره، بدأت مشكلتي عندما كنت في الجامعة وتعرفت عليها، فملكت قلبي وحياتي أحببتها بجنون، في البداية لم تقل لي أنّها تحبني ولم ترفض حبّي، وبعد مدّة ارتبطنا، لكنها كانت تتظاهر أمام أصدقائنا بأنّه لا شيء يجمعنا، احترت في ذلك ولأنّني أحبها جدا، لم أهتم بالأمر، كان يكفيني أنّها حبيبتي أنا، كانت تؤجل دائما الإرتباط الرسمي لأسباب واهية، ورغم ذلك لم أبتعد عنها لأنّني لا أستطيع ذلك! تركتني لمرات كثيرة وكانت ترجع لي عندما يحلو لها ذلك، تغضبني جدا، لكن كلمة منها تجعلني أنسى كل شيء. في يوم كنت أنتظرها بالقرب من مكان عملها وكنت أراها من الخارج وهي تجلس مع رجل وتنظر إلي وعندما خرج ذلك الرجل جاءني وقال لي هذه الفتاة لا تستحقك، وعندما سألتها عن حديث الرجل لم تهتم ولم تندهش أبدا. سيدتي نور، أحبها كثيرا أعشقها كلما اقتربت منها ابتعدت عني، هذا لا يؤثر في مشاعري أبدا بل يزيدني حبا فيها، منحتها ملايين الفرص، لكنها خذلتني، نصحني كل الناس بالابتعاد عنها، لكنني لا أستطيع، فهي حبي الأول وروحي وكل شيء جميل في حياتي، أرجوك دليني ماذا أفعل مع هذا الحب الذي سيقودني إلى الهلاك. المعذب في الأرض الرد: سيدي الفاضل، حالتك هذه ليست حبا وإنما تعذيب بأتم معنى الكلمة، فلماذا تخدع نفسك تحت مسمى الحب، فتاة لا تريدك من البداية وجعلتك مجرد رجل في الزاوية، فأخرج من حياتها بكرامتك، يكفيك ما لاقيت من هذه الفتاة، التي هي على ثقة من حبك لها، لذلك تفعل بك ما تشاء، لم تجرب أبدا المشاركة في المشاعر، فأنت في هذه العلاقة لوحدك، ما الذي يجبرك على ذلك، فلو كان قلبك يمكنك التحكم به، لكن ما بال عقلك يرضى بهذا الذّل الذي فاق كل الحدود، فهي لا تحبك أبدا سيدي نعم لا تحبك، أكررها لك عشرات المرات ليستوعبها عقلك، فما من فتاة تحب شابا تماطل في الإرتباط الرّسمي أبدا. تخلى عن خداع نفسك، فأنت تعلم جيدا أنّ هذا الحب لن يقودك لشيء سوى تعذيب نفسك، وأظنك اكتفيت من الوضع الذي أنت فيه، وتذكر دائما أن الإنسان يحب أن يكون سعيدا، فهل جعلك هذا الحب سعيدا؟ هل أضاف لك شيئا غير السّوء، لا تتعود على هذا الوضع الذي أنت فيه، فالبعض يعتاد على الوجع والحزن الذي ينسيه السعادة والفرح، فلا تكن مثل هؤلاء. سيدي أرجو أن تنهي هذه العلاقة وستجد الحب الحقيقي المفعم بالمشاركة والتضحية والأمل، إن شاء الله وذلك مع امرأة صالحة تستحقك. ردت نور