كسبت ثقة الشباب و حققت ما لم تحققه وسائل أخرى عبر إعادة فيديوهات لأفلام أمريكية بلهجة جزائرية، وبفضل روح الفكاهة والدعابة التي تحكي يوميات الجزائريين، تمكن في ظرف قصير من أسر قلوب مختلف شرائح المجتمع، وطرح عبارات فكاهية لطالما استعملت في المقاهي الجزائرية وفي الأوساط الشبابية، هو ابراهيم ''إيربانيزاتور''، صاحب سلسلة مقاطع ''إربا إربا'' الفكاهية الساخرة، التي يختفيوراءها ابراهيم حميدة، 31 سنة، ابن باب الزوار، شاب أراد بجزائريته القوية، تصوير عينة من الشباب الجزائري الطموح، والذي ستكتشفونه من خلال هذا الحوار الذي تحدث فيه عن مشاريعه المستقبلية. كيف جاءت فكرة تقديم الفيديوهات الساخرة التي جعلت منك المتحدث الرسمي باسم مستعملي الأنترنت الجزائريين خلال أزمة الجزائر-مصر؟ الفكرة كانت بسيطة جدا في شكلها، وكانت أيضا بمثابة رد الفعل العادي من قبل مواطن جزائري عادي تفاعل مع الأحداث خلال مباريات الجزائر-مصر، فقد تولّدت لدي فكرة إعادة فيديوهات بعض الأفلام الأمريكية المشهورة بلهجة جزائرية محضة، تصور أفكار الجزائريين آنذاك، وتعمل على إضحاكهم ومدهم بالأمل، أين تفاعل معي جمهور الأنترنت كثيرا فقررت مواصلة العمل بعد التأهل للمونديال، فأنا بكل بساطة ''أدافع عن الجزائر بروح الدعابة والفكاهة، وبروح جزائرية طبعا''. ولكنك لم تتوقف عند حدود الأحداث الكروية الجزائرية بعد ذلك؟ بالفعل، فقد كنت أريد الوصول إلى مختلف الشرائح الجزائرية على الأنترنت، وخاصة جمهور الفتيات، لأختار بذلك ''فيلم توايلايت''، والذي ظهر في شكل مسلسل يتناسب مع مظاهر المجتمع الجزائري وطريقة تفكير الجزائريين، لألمس بذلك مواضيع الساعة، على غرار مميزات الزواج، وكذلك أزمة الحليب، وجاء تحت اسم ''علجية وبوعلام''، لتتوالى بعد ذلك الفيديوهات حسب الأفكار الكثيرة التي كانت تراودني، والتي أستوحيها مما أعيشه من المواقف في حياتي اليومية، منها ''مهند وبدرية'' و''قرعاجية قيرل'' سلسلة ''سيدي يايا'' بحلقاتها 15، والتي عرفت شعبية كبيرة وسط الشباب، لأجد نفسي اليوم بعد مرور أكثر من سنة على ما أقدمه أسعى دائما إلى إيجاد الجديد الذي يميزني وسط الشباب في عالم الأنترنت. ما هي الرسائل التي تسعى إلى إيصالها من خلال ما تقدمه؟ أنا أعيش في قلب هذا المجتمع وأريد إيصال رسائل من خلال هذه الفيديوهات، فأنا لا أواجه الشباب بحقيقته وجها لوجه، لكن أكتفي برسم صورة لواقعه في مقاطع ساخرة وبلغة الشباب، كما أظن أن هذه الرسائل تحقق الهدف المرجو منها، فالعديد من الشباب يضحك من طريقة تعامله وعيشه، لكنه في الأخير يفكر في تغيير تصرفاته ونمط حياته. من خلال التعليقات التي تتلقاها هل تظن أنك وصلت إلى ما تصبو إليه؟ في البداية لم أكن أتصور أنني سأحقق كل هذا الصدى، ورسائلي تصل بطريقة غير مباشرة، وهذا يظهر من خلال التفاعل الكبير لأكتشف أنني أؤثر فيمن يتابع فيديوهاتي، فأنا أستعمل بعض المصطلحات التي أرى أنها تتناسب مع مجتمعنا المحافظ، أنا الآن أسمح لنفسي أن أقول إنني وصلت إلى الحديث إلى الشباب وبلغتهم الخاصة، فقد أظهرت لهم من خلال مقاطع الفيديو الساخرة أنني أمثلهم، ومن هذا المنطلق أصبحت أهلا لثقتهم عكس الوسائل الأخرى. ألا يحمّلك هذا التفاعل والمتابعة المستمرة من قبل شرائح مختلفة مسؤولية على عاتقك؟ طبعا إنها مسؤولية كبيرة، لكنني أسير بخطى ثابتة ومدروسة، وأتمنى أن أجد رعاية إعلامية جادة ''سبونسور''، لأتمكن من مواصلة العمل ضمن هذه المغامرة التي دخلتها منذ أكثر من سنة، ووصلت إلى أمور لم أكن أتخيل أنني سأصل إليها من مجرد تجربة هاوية. لماذا ''إربا إربا'' ثم ''إيربانيزاتور''؟ إربا إربا، كان مجرد مصطلح من العربية الفصحى استعملته في مقاطعي الأولى ضمن جملة التحدي المعروفة ''سنمزقكم إربا إربا''، ليصبح بذلك لقبا يستعمله رواد الأنترنت من أجل التعريف بي وبمقاطعي، ومن ثم أطلقت علي الكثير من الألقاب، مثل ابراهيم إربا، ابراهيم سيدي يايا، لكنني تعرضت إلى استعمالات كثيرة لهذا الإسم من قبل بعض الأشخاص الذي يعيدون عرض مقاطعي وينسبونها إلى شخصهم، فقررت بعدها إنشاء صفحة جديدة على الفايس بوك، وأطلق عليها ''ابراهيم إيربانيزاتور''، تعد إلى حد الآن صفحتي الرسمية. قلت إنك من بين الشباب الجزائريين الكثيرين الذي لم يحصلوا على الإعتراف اللازم، هل تتحدث عن اعتراف رسمي ومن قبل جهات رسمية؟ أنا لا أتحدث عن جهات رسمية ولا عن اعتراف رسمي، لكنني أظن أن هناك الكثير من الشباب الجزائري الذي يعمل في الظل، ولا يجد فرصة للتعبير عن مواهبه، فانا مثلا بدايتي كانت من الأنترنت ولاأزل أعمل عبر الأنترنت، وأنا صفحتي تعد من بين الصفحات الأكثر مشاهدة ب130 ألف مشارك، وهذا وحده يعد اعترافا حقيقيا بالنسبة إلي. هل تلقيت عروضا من قبل مؤسسات للإشهار لتطوير ما تقدمه؟ *تلقيت عروضا كثيرة، ولكن للأسف أصحاب هذه العروض يسعون إلى استغلالي أكثر من مساعدتي في تطوير ما أقدمه، فأنا أقول إن أغلب من اتصلوا بي يطلبون مني مقاسمتي نجاحي بنسب كبيرة، ويستغلون جماهيريتي عند شباب الأنترنيت، لكنني رفضت لأن مطالبهم تقضي عما قدمته وأقدمه منذ سنة، من العرض الهاوي على الأنترنت. إذن أنت تفضل البقاء على الأنترنت؟ لا، أنا أفضل الخروج من الأنترنت، لكن كل شيء يتوقف على الأنترنت، لابد أن يكون العرض في صالح الطرفين، لا أن يتم استغلالي والقضاء عما أقدمه، العرض الوحيد الذي يستحق التقدير كان من شركة ''كومباغراف'' التي تتولى تسيير وضعيتي كفنان، وأنا بدوري أقوم بالإشهار لهم في بعض فيديوهاتي، وهذا بعد أن تأكدت من مهنيتهم التي يتعاملون بها معي، فقد ساهموا بشكل كبير في مواصلتي في المغامرة التي أخوضها، والتي مكنتني من الجمع بين الملايين من الجزائريين، فأنا فخور جدا بتمثيل الشباب الذي لديه الكثير لتقديمه، لكن للأسف لا يجد من يمد له يد العون ويعترف بدوره. ما هو الجديد الذي ستقدمه لجمهورك الذي ينتظرك بفارغ الصبر على الأنترنت؟ سأطلق موقعي الخاص على الأنترنت هذا الأسبوع، وبهذا ستتضح الصورة أمامي، سأعمل من خلاله على إيجاد رعاية إعلامية من قبل ماركات تجارية مختلفة، تسعى إلى الإشهار عبر المقاطع التي أقدمها، وبهذا الوصول إلى مختلف شرائح المجتمع، فبهذه الطريقة سأتمكن من تطوير حواراتي وتقديم فيديو واحد على الأقل أسبوعيا. أما عن الفيديوهات، فسأكمل ما بدأته من قبل مثل سلسلة ''علجية وبوعلام''، التي انتظر إطلاق النسخة الجديدة ل''توايلايت'' لبث الحلقة الجديدة منها، بالإضافة إلى مواصلة الظهور في سلسلة ''سيدي يايا'' و''سيدي يايا أف أم''، التي يتم إخراجها في شكل إذاعة الحي سيدي يحيى، والتي نتناول من خلالها مواضيع مختلفة تهدف إلى تغيير بعض المظاهر اليومية.