اثنان منهم سلما مصالح الأمن كمية كبيرة من الذخيرة والمتفجرات وأجهزة الإتصال ضربة قاصمة لتنظيم دروكدال تمس ''المادة الرمادية'' له وتعلن قرب نهايته سلم 5 قيادات بارزة في تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال أنفسهم لمصالح الأمن بولاية جيجل أمس، اثنان منهم سلما نفسيمها ليلة الإثنين إلى الثلاثاء، في حين سلّم الثلاثة المتبقون والذين تتراوح أعمارهم بين 45 سنة و50 سنة، أنفسهم مساء أمس الإثنين، بعد نشاط ضمن الجماعات الإرهابية المسلحة، المنضوية تحت لواء الجماعة السلفية للدعوة والقتال، دام أكثر من 17 سنة. وحسب المعلومات المتوفرة لدى ''النهار''؛ فإن الأمر يتعلق بقيادي ينحدر من ولاية قسنطينة، والثاني من ميلة التحقا بالتّنظيم الإرهابي منذ سنة 1994، فضلا عن ثلاثة قياديين آخرين ينشطون بمنطقة الشرق، من بينهم الأمير السابق للمنطقة الإرهابية السّادسة الإرهابي المدعو '' لملوم عمار''، المكنى ''زكريا ''، المولود بتاريخ 18/04/1970 ببني محبوب في الميلية، والذي التحق بصفوف الجماعات الإرهابية المسلّحة سنة 1994 و المختص في صناعة الألغام التقليدية وزرعها، وأفادت المصادر التي أودرت المعلومة ل ''النهار''؛ أن الإرهابيين اللذين سلّما نفسيهما ليلة الأحد إلى الإثنين، جاءا وبحوزتهما كمية كبيرة من الذخيرة والمواد المتفجرة، تم تسليمها للسلطات المعنية، على غرار سلاح رشاش كلاشينكوف الثقيل، من طراز ''بي.كا.آم''، المزود بمخزن يتسع ل 100 طلقة، سلاح كلاشينكوف عادي، قنابل يدوية الصنع ''قروناد''، مواد متفجرة، ذخيرة حية، وأجهزة ''جي.بي.آس''، وهواتف نقالة، وهي الكمية التي كان من الممكن أن تحدث مجزرة في حال استغلالها من قبل الجماعات الإرهابية. وعزت المصادر التي أوردتنا المعلومة، سبب تسليم هذه العناصر القيادية لأنفسها، والتي لم تفصح مصادرنا عن أسمائها، إلى القرارات التي جاء بها مجلس الوزراء من خلال رفع حالة الطوارئ، وتخصيص إجراءات استثنائية للعناصر المسلحة التي تسلم نفسها في إطار السلم والمصالحة الوطنية، حيث يستفيد هؤلاء من إقامة محمية وزيارة للأهل والمقربين، فضلا عن السماح لهم بتوكيل محام يقوم بزيارتهم في مقر إقامتهم، على أن لا يفشي مكان تواجدهم، ومن ثمّ يمثل هؤلاء أمام القضاء لتسوية وضعيتهم أمام العدالة إزاء القضايا المرفوعة ضدّهم في عديد المحاكم، وتمكينهم من البراءة في حال عدم وجود ما يدينهم، وبذلك العودة إلى الحياة المدنية العادية. ويرى متتبعون أن تسليم عناصر من قدماء السلفية أنفسها يعد بمثابة الضّربة القاصمة للتنظيم الإرهابي الذي ما فتىء منذ أكثر من سنتين يفقد مادته ''الرمادية'' تباعا، بعد أن تم تجريد نشاطه من الشرعية الدينية، وتحول العمليات التي يقوم بها إلى اللصوصية والإجرام والربح السريع، خاصة وأنه أنشأ قاعدة خلفية له في منطقة السّاحل، مهمتها تزويد التنظيم بالمال والمؤونة التي يتم جنيها من عمليات الإختطاف وتهريب الأسلحة والمخدرات بالسّاحل الصحراوي. وكان التّنظيم الإرهابي قد فقد في الفترة الأخيرة عددا من القياديين الذين قضت عليهم قوات الأمن الوطني، في عمليات متفرقة، آخرها كانت القضاء على أمير سرية القدس، المدعو أبو تراب واسمه الحقيقي مراد بوحر، كما تضرب مصالح الأمن المشتركة طوقا أمنيا مشددا يحول دون تنفيذ أية عملية إرهابية، بالموازاة مع عمليات تمشيط دورية، يتم فيها القضاء في كل مرة على إرهابيين، فضلا عن تجفيف مصادر الدّعم والإسناد.