السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: سيدة نور أنا قارئة وفية لجريدة "النهار" في العقد الثالث من العمر، متوسطة الجمال متخلقة على قدر من العلم والإلتزام، مشكلتي أنّني أخشى الإرتباط، لدي معجبون كثر، لكنّي لا أثق في أي منهم، لا أحب كثرة العلاقات، ولا أحب أن أكون فاكهة الكل يتذوقها. أؤمن بالقدر، وأعرف أنّه ليس ضروريا أن أبحث عن الشّخص المناسب، فكل شيء بأمر الله جل جلاله، لكن عائلتي وأصدقائي يعاتبوني ويقولون بأنّني مغرورة، وسأظل وحيدة. أعترف أنّه لدي مشاعر وأؤمن بالحب، ولكن أريد أن أعيش ذلك الحب المشروع دون ذنوب، مع إنسان يحبني لنفسي لا غرائزه. فهل هذا غرور وانغلاق سيدتي، يخالف تفكير جيلي المنفتح، أتمنّى أن أجد بحوزتك النّصح والدّعم لموقفي. سمية/ باينام الرد: عزيزتي؛ آمل أن أوفق في توضيح بعض النّقاط التي تحتاجين إليها. بداية لا بد من الإشارة إلى أنّ أي الفتاة من حقها تحديد الصفات التي تريدها في شريك حياتها، وبناء على ذلك فمن حقها رفض أي واحد لا يتمتع بتلك الصّفات، ولا يعنى هذا أنّها فتاة مغرورة و تجهل مصلحتها، بل على العكس تماما، فهي تضمن بذلك مستقبلها، شرط ألا يكون طلبها تعجيزيا. قد يجد الشّاب سهولة في التّعرف على زميلاته في الدّراسة أو العمل، وقد يبدي إعجابه بواحدة أو أكثر، لكّنه ليس بالضّرورة يريد الزّواج، وعلى الفتاة في المقابل أن تتعامل بوعي مع كل شاب يبدي إعجابه بها، وأن تبني علاقتها معه على أساس واضح وسليم، وأن تسعى للتّعرف على شخصيته، والتّأكد من أنّه يريد الزّواج فعلا، أم أنّه يتقرّب منها لمجرد التّسلية فقط. إنّ الشّاب إذا كان جادا في كلامه وإعجابه بالفتاة، فإنّ ذلك يظهر بوضوح من خلال سلوكه، وسعيه لكسب ثقتها بما يرضي الله والتقدم لخطبتها، فما تتمناه الفتاة هو أن يتقدّم إليها، إنسان مميز بتفوقه واتزانه الأخلاقي، وليس من يردد كلمات الحب من دون أن يسعى للوفاء بحق هذه الكلمة، التي تعني المسؤولية قبل كل شيء. المهم أن تحكّمي عقلك في كل خطوة تقومين بها، لأنّ الخطأ الأول في هذا الطّريق قد يكون الأخير، قدر الله ذلك، وحينها لا ينفع النّدم. ردت نور