عبر أمس وفد من الكونغرس الأمريكي عن اهتمامه بما يحدث في المنطقة العربية والساحل والجزائر خصوصا بعد الأحداث الأخيرة التي عرفتها المنطقة، والتهديدات من قبل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في الصحراء الجزائرية ودول الساحل. وتساءل الوفد الأمريكي خلال حلقة النقاش التي نظمها مركز البحوث الإستراتيجية والأمنية ببن عكنون، حول الأوضاع الجارية في ليبيا والنشاطات الإرهابية بمنطقة الساحل، وكذا انعكاسات الخطاب الأخير لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على الأحداث بالجزائر والصحراء الغربية، وعن مكانة والجزائر وسط هذه الأحداث وموقفها منها، ومدى تشكيلها لأي خطر على أمنها الداخلي سواء فيما يتعلق بالخطر المحدق بالمنطقة من العمليات الإرهابية ونشاط العناصر المسلحة بها، وكذا تأثير الأزمة الليبية عليها. وتمحورت أسئلة الوفد الأمريكي أيضا حول الإجراءات التي أعلن عنها رئيس الجمهورية في خطابه الأخير للأمة، إضافة إلى موقع وموقف الجزائر مما يحصل بدولة ليبيا، وكذا موقف الشارع الجزائري حول الثورة الليبية، كما تطرق الوفد إلى المخاطر التي تواجهها الجزائر على الحدود مع ليبيا، نظرا للتطورات الكبيرة التي تشهدها الحرب بالمنطقة والتصاعد الأمني، وذلك في حال استطاع عناصر القاعدة استغلال هذه الفوضى لصالحها في التسلل عبر الحدود. وأثار الوفد قضية المشاكل المطروحة بالصحراء الغربية، والحلول التي يمكن من خلال تجاوز هذه الأزمة، و رد مدير مركز البحوث الإستراتيجية و الأمنية الدكتور امحند أبرقوق عن جميع انشغالات الوفد الأمريكي الخاصة بالجانب الأمني بالمنطقة، حيث أشار إلى أن الجزائر تساهم في معالجة القضية الليبية وفق منظور الأممالمتحدة إذ أنه هناك نوع من القلق بشأن تكالب على الثروات الليبية. وقال محند أبرقوق بخصوص حماية الحدود أن الجزائر محصنة نظرا للخطة الأمنية التي اتخذتها السلطات خصيصا لهذا الغرض، من أجل إحباط أي محاولة للتسلل من قبل عناصر القاعدة أو التزود بالأسلحة من الحرب الدائرة في ليبيا، مؤكدا أن الجزائر تحارب وتتشاور منذ سنة 2003 على ظاهرة الإرهاب في الساحل، وذلك من خلال عقد اجتماعات تهدف إلى تبادل الخبرات والمشاورات في إطار التعاون الأمني لمحاربة الإرهاب.