صرح مدير الموظفين بلجنة الأمن والشؤون الحكومية في مجلس الشيوخ الأمريكي ألكسندر ميكيال، أمس، أن مجلس الشيوخ الأمريكي سيناقش قضية وضع الجزائر ضمن قائمة الدول ال14 التي يخضع مواطنوها لتفتيش مكثف في المطارات الدولية تحسبا لأي عمل إرهابي من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية. أشار ألكسندر مكيال إلى رفع أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي انشغالات المسؤولين الجزائريين بخصوص هذه القضية إلى وزيرة الداخلية الأمريكية جانت ناپوليتانو من أجل تخفيف هذه الإجراءات التي يتعرض لها مواطنون جزائريون. والتقى وفد من الكونغرس ومجلس الشيوخ الأمريكي مسؤولين جزائريين في إطار زيارة عمل دامت سبعة أيام تهدف إلى الوقوف عن كثب على انشغالات البلدين بخصوص العديد من القضايا الإقليمية والدولية. وكشف أعضاء الوفد في لقاء مفتوح بمركز الدراسات الإستراتيجية لجريدة ''الشعب'' أنهم ناقشوا مع مسؤولين في الحكومة الجزائرية العديد من القضايا المشتركة منها قضية الصحراء الغربية والمسائل الأمنية المتعلقة بالتجربة الجزائرية في إطار مكافحة الإرهاب، ومدى تهديد التنظيمات الإرهابية لمنطقة الساحل الإفريقي. وسأل أعضاء مجلس الشيوخ والكونغرس الأمريكي المسؤولين الجزائريين عن قضية الصحراء الغربية وحاولوا التأكد من وجود إجماع لدى الرأي العام الداخلي بكون قضية الصحراء الغربية قضية تقرير مصير. وسألت السيدة هارتز عضو بمجلس الشيوخ الأمريكي عن المسألة وعبرت الجزائر حسب ما ما نقله أعضاء الوفد عن موقفها الدائم إزاء دعم قضية الصحراء الغربية مثلما دعمت قضايا التحرر في الماضي. وأكد مسؤولون جزائريون التقاهم الوفد، حسب تصريحات أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، على عدم وجود اختلاف في وجهات النظر بالجزائر بخصوص قضية الصحراء الغربية، موضحين أن المسألة لا تتعلق بوجود مصالح أو أطماع جزائرية في المنطقة. وطرحت الجزائر انشغالتها بخصوص التواجد العسكري للجيش المغربي الذي يحاصر المنطقة، وانتهاك المغرب حقوق الإنسان بالأراضي الصحراوية، مشيرة إلى قضية المناضلة أمينتو حيدرة. وسأل الوفد الزائر المسؤولين الجزائريين عن رأيهم في المبعوث الأممي للمنطقة، دفيد رويس، وزيارته الأخيرة للمنطقة. وتحدثت الجزائر عن دبلوماسية الرجل وأكدت أن النزاع ينحصر بين المغرب والصحراء الغربية وأن الجزائر وموريتانيا ما هما سوى بلدين ملاحظين في القضية، مشيرة إلى ضرورة إيجاد حل سلمي للنزاع الدائر في المنطقة، وضرورة أن تلعب أمريكا دورا من أجل تحقيق ذلك. وحاول الوفد الأمريكي معرفة الموقف الجزائري من السياسية الأمريكية بعد وصول باراك أوباما إلى سدة الحكم، فأكد المسؤولون الجزائريون أن مجموعات الضغط التي كانت تسيّر الإدارة الأمريكية لم تعد موجودة بالشكل الذي كانت عليه في عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن، مشيرة إلى أن سياسية أوباما ترتكز على ضرورة تطبيق القانون الدولي بخصوص المسائل الدولية. لكن في الوقت نفسه صرحت الجزائر بأن أمريكا فشلت في حماية حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية. وقد تركز النقاش بين الوفد الأمريكي لمجلس الشيوخ والمسؤولين الجزائريين على تهديدات الجماعات الإرهابية بمنطقة الساحل الإفريقي، وحاولوا معرفة وجهة النظر الجزائرية بحكم تجربتها في مكافحة الإرهاب. وأكدت الجزائر حسب ما نقله الوفد على لسان المسؤولين الجزائريين على ضرورة إيجاد اتفاقية دولية لمعالجة قضية مكافحة الإرهاب والتفريق بينه وبين المقاومة. وألحت الجزائر على ضرورة وضع إستراتيجية اعملية ووقائية واستباقية المواجهة التهديدات الإرهابية بالمنطقة.