خرج أول أمس آلاف الإسرائيليين إلى الشارع، منددين بالمساوئ السياسية التي تعيشها حكومة نتنياهو اليوم، بداية من أزمة السكن وارتفاع الأسعار المفروضة على المستفيدين من السكنات، إلى المشاكل الإجتماعية التي تتخبط فيها إسرائيل، على حد تعبير المتظاهرين الذين استقوا ثورتهم من الثورات الشعبية العربية، وقرروا تحويل ميدان مسرح "هبيما" بتل أبيب إلى ميدان التحرير بمصر. وبدأ الإعتراض الشعبي بإسرائيل على السياسة الحكومية لنتنياهو، بنصب خيام بتل أبيب احتجاجا على غلاء السكن، والتي سرعان ما تحولت إلى غليان شعبي واعتصام بميدان مسرح "هبيما"، لأكثر من 20 ألف متظاهر، أربكوا أعضاء الحكومة التي اجتمعت أول أمس على جناح السرعة لدراسة الأوضاع، حيث تحول الإجتماع الحكومي إلى منصة لتبادل الإتهامات بين وزراء نتنياهو الذين لم يتقبلوا فكرة قيام الشعب ضدهم على شاكلة ما يحدث في بعض الدول العربية. واتهمت الحكومة الإسرائيلية اليسار المتطرف وجهات أخرى داعمة للإرهاب، بالوقوف وراء هذه الحشود الغاضبة ضد نتيانهو، خاصة وأن معظم المتظاهرين من الشباب، اجتمعوا من خلال موقع التواصل الإجتماعي فايس بوك، وقرروا المطالبة بتنحي رئيس الوزراء الحالي، مرددين عبارات "الشعب يريد إسقاط نتنياهو"، "الشعب يريد العدالة الإجتماعية"، وكذا "نتنياهو إلى البيت". وشارك في المظاهرات فئة الأطباء المتخصصين وعددا من الناشطين في الأحزاب السياسية المعارضة، فضلا عن المستشار الشخصي السابق لرئيس الوزراء بن يامين نتنياهو وكاتب خطاباته الرئيسي المحامي "تساحي غبرئيلي"، الذي كان أبرز المشاركين في هذه الحركة الثائرة على سياسة الحكومة الإسرائيلية، التي نددت بارتفاع الأسعار بشكل عام بنسبة 64 من المائة منذ 2008 ، والسكن بشكل خاص، إذ يحتاج الموظف الإسرائيلي إلى 143 راتب شهري من أجل شراء منزل.