أعلن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، أمس، مقتل عبد القهار بن حاج، إبن الرجل الثاني في الحزب المحل علي بن حاج، بعد أن فجر نفسه أمام حاجز أمني بمنطقة الثنية ولاية بومرداس. وأوضح الناطق بإسم التنظيم الإرهابي صلاح أبو محمد في شريط فيديو بث على مواقع إسلامية متشددة على الإنترنيت أن عبد القهار بن حاج المعروف بتسمية "معاوية" قد لقي مصرعه بعد أن فجر نفسه نافيا أن يكون قد قتل تحت نيران مصالح الأمن وأضاف بأن مصالح الأمن حاولت توقيفه حيا لكن لجأ مع رفيقه المدعو "أبو نسيبة" إلى تفجير أنفسهما لكي لا يتم توقيفهما أحياء. وكشف التنظيم الإرهابي أن عبد القهار بن حاج كان عضوا مهما في "مؤسسة الأندلس" وهي الهيئة الإعلامية لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وأشار الناطق بإسم التنظيم صلاح أبو محمد في شريط الفيديو إلى أن عبد القهار "كان يساهم في تحريض الشباب والدعاية"، لصالح التنظيم الإرهابي. وتقدم بتعازيه إلى عائلة علي بن حاج ودعتهما إلى "الصبر والاحتساب" وأن يجمعهما معا "في الجنة"!! وهي المرة الأولى التي يكشف فيها التنظيم الإرهابي بوضوح مكانة إبن علي بن حاج في هيكل التنظيم الإرهابي وأثنى بالمناسبة على الرجل الثاني في الحزب المحل علي بن حاج ودعاه إلى "الصلابة في الحق والمواصلة على النهج الذي يتبعه". وكان عبد الحميد بن حاج، عم عبد القهار بن حاج، قد إتصل بقناة "الجزيرة" القطرية الجمعة الماضي زاعما أن المعلومات التي أوردتها "النهار" الأسبوع الماضي بشأن مصرع إبن علي بن حاج غير صحيحة لكن مصدر مأذون بوزارة الداخلية أكد لاحقا لوكالة الأنباء الفرنسية صحة المعلومات التي أوردتها "النهار". وزعم التنظيم الإرهابي أن تفجير عبد القهار بن حاج لنفسه رفقة "أبو نسيبة" تسبب في إصابة خمسة عشرة عنصرا من قوات الأمن بجروح علما أن معلومات الأولية تشير إلى عدم وجود أية إصابة في صفوف مصالح الأمن. وكانت "النهار" قد أوردت الأربعاء الماضي أن قوات الأمن أحبطت اعتداء إرهابي كان سيستهدف أحد التجمعات العامة للجزائريين بالعاصمة عشية شهر رمضان كان سينفذه عبد القهار بن حاج المدعو "معاوية"، ابن الرجل الثاني في الحزب المحل الجبهة الإسلامية للإنقاذ حسب ما تبين من آخر المعلومات بخصوص هوية الانتحاريين الذين تمكنت قوات الأمن من القضاء عليهم مساء الاثنين الماضي بمنطقة الثنية بولاية بومرداس. وتبين من المعلومات الأولية أن الثلاثة الذين تم القضاء عليهم قرب الحاجز الأمني بالثنية انتحاريين كانا بصدد التنقل إلى الجزائر العاصمة في إطار مهمة أوكلت لهم لتنشيط الاعتداءات الإجرامية قبل حلول شهر رمضان. ولأول مرة يقرر تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" التضحية بابن الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة علي بن حاج والذي كان إلتحق لأول مرة بصفوف التنظيم الإرهابي أواخر سنة 2006 برفقة شاب من الحي الشعبي بوروبة بالعاصمة. وان كان المعلومات الأولية تشير إلى أن عبد القهار بن حاج كلف من طرف قيادة التنظيم الإرهابي بتنفيذ عملية انتحارية في وسط العاصمة وضمن منطقة مأهولة بالسكان فإن طبيعة الهدف لا تزال غامضة لحد الساعة باستثناء الحزام الناسف الذي عثر حول جثته بعد تفحمها بسبب الكميات الكبيرة من المواد المتفجرة التي وضعت في السيارة التي كانت تنقلهم لتنفيذ الاعتداء الثاني بواسطة سيارة مفخخة يقودها الانتحاري الثاني ضد إحدى المنشآت الرسمية. وكشفت الاختبارات التي قامت بها مصالح الشرطة العلمية، أمس، أن الجثة هي فعلا لإبن الرجل الثاني في الحزب المحل علي بن حاج بناءا على تحليل عينة من الحمض النووي التي أكدت تطابق المواصفات مع العينة التي هي بحوزة مصالح مخبر الشرطة العلمية. وأثار إلتحاق عبد القهار بن حاج بالتنظيم الإرهابي تساؤلات العديد من الأوساط حول سبب لجوء علي بن حاج إلى إيفاد إبنه إلى قيادة التنظيم الإرهابي، وقد حاول في الأسابيع الأولى الإيحاء بأن إبنه معتقل لدى مصالح الأمن وهو ما نفته مصالح الأمن في تلك الفترة وأكدت بناءا على التحريات التي قامت بها أن عبد القهار قد إلتحق فعلا بالتنظيم الإرهابي رفقة شاب آخر. وشن علي بن حاج حملة عنيفة ضد السلطات الجزائرية بعد اختفاء إبنه يوم الجمعة 22 سبتمبر 2006 عندما اعتصم للاحتجاج أمام سفارة الفاتيكان وأصدر بعدها بيان إتهم فيه مصالح الأمن باختطافه وقال أن إبنه المولود بتاريخ 17 سبتمبر 1988 لم يلتحق بأي تنظيم إرهابي وأنه فقط محتجز عند مصالح الأمن وطلب من هيئات حقوق الإنسان في العالم الضغط على السلطات الجزائرية للكشف عن مكان تواجد إبنه. وبعد أشهر بث التنظيم الإرهابي فيديو عبر قناة "الجزيرة" القطرية ظهر فيه لأول مرة عبد القهار بن حاج رفقة ثلاثة شباب منهم ناشطون مغاربة يبررون فيه التحاقهم بالتنظيم الإرهابي ويدعون أقرانهم إلى العمل الإرهابي وقد ظهر عبد القهار بن حاج بملابس رثة وأطلق على نفسه تسمية "معاوية"!