في مثل هذا اليوم 8 جوان من سنة 1958، غادرنا فقيد الجزائر، علي معاشي، الشاعر والمغني الذي اغتاله المستعمر الفرنسي في مدينة تيارت ونكّل بجثته لعدة أيام مع اثنين من رفاقه. علي معاشي الذي ولد في مدينة تيارت سنة 1927 وعاش يتيما، كان الشاب الجزائري الذي بعث في الجزائريين حبّ الوطن من خلال الموسيقى والفن. فقد بزغ نور تألقه تحديدا بعد حادثة “فريد الأطرش” الذي عرض فيلمه “آخر كذبة” المنتج من طرفه وبطولته، وهو عمل مدته 14 دقيقة طاف كل البلدان العربية إلا الجزائر. ليردّ علي معاشي الاعتبار إلى الجزائريين برائعة “أنغام الجزائر” سنة 1956 التي طاف بها كل مناطق الجزائر لمدة 14 دقيقة، بألحان مثّلت كل منطقة من مناطق الجزائر وصار عمله الأكثر شهرة على الإطلاق. وفي خضم هذا النجاح والتوقع له برصيد فني زاهر، توقفت مسيرة علي معاشي بعد سنتين فقط عن عمر 31 سنة، بعدما أقدم الاحتلال الفرنسي على إعدامه مع رفيقين له في ساحة مدينة تيارت، ونكّل بهم لمدة 3 أيام. وقبل هذه الفاجعة، كان قد بدأ معاشي مسيرته بتأسيس فرقة موسيقية سنة 1953 سمّاها “سفير الطرب”، والتي طاف بها مصر وتونس ومعظم البلدان العربية معرّفا بقضية الجزائر المشروعة. وخلال تلك الفترة الزاهية من حياته، ألّف ولحّن وأدّى معاشي أغانٍ تنوعت بين موضوعي الوطن والمرأة، منها “يا بابور”، “تحت سماء الجزائر”، “طريق وهران”، “النجمة والهلال” وغيرها، قبل أن يعمل كمهندس تقني في الإذاعة الوطنية. ومن خلال أعماله الفنية المتقّدة بالوطنية، التحق معاشي بالثورة التحريرية إلى أن اكتشف المستعمر الفرنسي أمره وأعدمه، ليتحوّل يوم وفاته إلى ذكرى وطنية هي “اليوم الوطني للفنان”.