السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أمّا بعد: أرجو المساعدة في حل مشكلتي،فوالدي يمنعني من الاختلاط بأي من أقربائي أو أصدقائي. هل تتصورين أمي نور أنّني في عمر23 سنة ولا أعرف بعض أعمامي وعماتي إلا بالاسم، حتى والدتي تحاط بهذا الحصار نفسه، فهي منذ سنة كاملة لم تر أحدا من إخوانها، وزملائي في الدراسة الجامعية يصر والدي على أن أقطع علاقتي بهم بحجة أنّهم دون مستواي. لا أخفي عليك أنني أزور بعض أقاربنا أحيانا، ولكن في تكتم شديد، لأنّه لو علم بالموضوع لأقام الدنيا ولن يقعدها، أنا في حيرة من أمري فكيف أتصرف تجاه هذا الوضع غير الطبيعي، وكيف أقنع والدي بضرورة عدم قطع صلة الرحم خاصة ونحن في هذه الأيام المباركة. مصعب / البويرة الرد: يبدو أن مشكلتك لها عدة جوانب مهمة، ينبغي البحث أولا فيما يتعلق بعلاقة والدك بأقاربه وأرحامه وسبب سوء العلاقة، ولك هنا دور بمحاولة تحسين تلك العلاقة وتلطيف الأجواء بينهم، وإن لم تكن تستطيع ذلك، فابحث عمن يمكنه القيام بهذا الأمر من ذوي التأثير عليه من أهل الخير، وسر بينهم بالإصلاح ما استطعت إلى ذلك سبيلا. أما ما يتعلّق بحرص والدك على عدم اختلاطك بالآخرين، فإذا كان الأمر يتعلق بالخوف عليك والقلق، فأنت مطالب بأن تثبت له قدرتك الشخصية على التأثير والانتقاء واختيار الصالح من الطالح بل والإيجابية دوما في علاقاتك بالآخرين. بخصوص حرصك على صلة رحمكم وهي واجبة من أهم الواجبات عليك دوما ولاشك في ذلك، فاحرص على صلة رحمك ولا تجعل عائقا يعوقك عنهم، بل صلها ما استطعت بالسؤال عن المقربين وبالبر لهم والتواصل معهم دوما، وابذل جهدك في نصح والدك بكل لطف وأدب وبين له مقام صلة الأرحام وابحث عن صديق له أو قريب محبب له يمكنه أن يفاتحه في ذلك ولا تمل من المحاولة. وحاول دوما أن تجمع بين رضا والدك وصلة رحمك ونصحه بالخير. إنّك أمام مشكلة قد يتطلب حلها جهدا كبيرا ومشقة، ولكنك ستنال الثّواب وهذا ما يسعى إليه كل مؤمن وفقك الله وأعانك على تحقيق هذا المبتغى. ردت نور