رغم التحذيرات والتهديدات التي تلقتها الجهات المنتجة للمسلسلات التي تجسّد الأنبياء والرسل، إلا أن بعض المنتجين ضربوا عرض الحائط هذه التحذيرات ومازالوا يصرّون على تجسيد الرسل والأنبياء والعشرة المبشرين بالجنة في أعمالهم بحثا عن الشهرة والمال، في وقت تتجاهل قنوات إعلامية مسلمة فتاوى علماء الدين المحرّمة لهذه الأعمال وتبثها خلال الشهر الفضيل. وفي اتصال ل''النهار'' مع رضا محيقني، مدير قناة ''بور تي في''، التي اشترت المسلسل وكانت قد برمجت لعرضه في رمضان، كشف هذا الأخير عن إلغائه بعد دراسة ونقاش، حيث قررت إدارة القناة إلغاء المسلسل تفاديا للفتنة وانتصارا للسُّنة، خاصة بعد التباين في الآراء التي حدثت مباشرة بعد الإعلان عن تقديم المسلسل في عدد من الفضائيات العربية. وفي سؤال وجّهناه للشيخ عبد القادر لشهب، عضو لجنة الإفتاء بوزارة الشؤون الدينية، عن رأي الدين في تقديم مثل هذه المسلسلات، رد قائلا ''شخصيا لم أشاهد هذا العمل، ولكن كنت أفضّل الإبتعاد عن تجسيد الرسل والأنبياء وأهل البيت تفاديا للوقوع في الخطأ، أو إعطاء الفرصة لكل من هبّ ودبّ تقديم تعليقات عن الحسن والحسين.. الأصوب أن نتجنب مثل هذه الأعمال لأن هذا سيجرّنا إلى أشياء أخرى تمس بمقدساتنا الإسلامية، وأقول أن القنوات التي تفادت تقديم هذا العمل على صواب احتراما لأهل البيت''. أما نبيل قروي مدير قناة ''نسمة تي في'' الذي رد على سؤال ''النهار''، في الندوة الصحفية التي عقدها في الجزائر، لتقديم برنامج الشبكة الرمضانية والمتعلق بتقديم هذا مسلسل ''الحسن والحسين'' المثير للجدل، قال ''في السنة الماضية تلقينا وابلا من الإنتقادات عندما قدمنا مسلسل سيدنا يوسف، لكن مع مرور الوقت، الجمهور تعوّد عليه وتابعه باهتمام كبير، وهذه السنة نحن نتوقع نفس ردود الأفعال ومن المنتظر أن يرفض هذا المسلسل في البداية، لكن بعدما يشاهد الجمهور حلقاته الأولى، نحن متأكدون أنه سوف يقبله ويتابعه''. وقد أعلن مجمّع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أنه طالب الجهات المسؤولة بمنع عرض الأعمال الدينية التي يتم فيها تجسيد وعرض آل البيت والصحابة، في إشارة صريحة إلى مسلسل ''الحسن والحسين''، مؤكدا أن فتوى الأزهر التي أصدرها مجمع البحوث الإسلامية برفض تجسيد الرسل والأنبياء وآل البيت والعشرة المبشرين بالجنة في الأعمال الفنية لا تزال سارية المفعول. وكان مسلسل ''الحسن والحسين'' قد حصل على إجازة بالفتوى من كبار علماء العالم الإسلامي وعلى رأسهم الدكتور يوسف القرضاوي. وتدور أحداث المسلسل في فترة ما بعد وفاة الخليفة عثمان بن عفان مرورا بتولّي الإمام علي ثم استشهاده وتولّي الحسن واستشهاده وتولي معاوية وتولّي يزيد وحتى استشهاد الحسين في كربلاء. كما يتناول المسلسل أحداث معركتي الجمل وصفين، ويشارك في بطولة العمل عدد كبير من فناني الدول العربية.