يبدو أن الناخب الوطني الجديد البوسني وحيد حليلوزيتش لم ينتظر كثيرا على هامش التربص التحضيري لكتيبته بمركز ماركوسيس بفرنسا ليكتشف العديد من الأمور التي تخص محيط المنتخب، والتي لم تتجل كثيرا خلال مرحلة الناخبين السابقين رابح سعدان وبن شيخة لاعتبارات عديدة بالرغم من قصر فترة التربص الذي لم يتعد أربعة أيام، لكن المدرب السابق لكوت ديفوار منذ الوهلة الأولى لم يشأ أن تفلت الأمور منه أو يتكرر معه سيناريو سابقيه سيما في هذه المرحلة الحساسة، فبدون مقدمات باشر المدرب السابق لباريس سان جيرمان وليل الفرنسيين ثورته مبكرا بماركوسيس، حيث لم يتوان في فرض منطقه وصرامته داخل المنتخب بدليل الإجراءات التي اتخذها في حق بعض العناصر التي لم تلتزم على حد قوله بالإنضباط والعمل وفق خريطة الطريق التي قدمها في وقت سابق، ولعل الضحية الأولى في هذه الإجراءات التي اتخذها خليفة بن شيخة كانت بعض العناصر التي لم تلتحق بالتربص لأسباب متفاوتة، حيث كان رد فعل الطاقم الفني قاسيا عندما قرر استبعاد هؤلاء عن الإختبار الرسمي أمام تنزانيا في سبتمبر المقبل، وهذا كرد فعل منه على تهاونهم بقيامهم بالواجب سيما الفئة التي كانت تدعي الإصابات بالرغم من التهديدات التي أطلقها حليلوزيدتش بضرورة حضور كامل التعداد دون أي مبررات، والأكيد أن حليلوزيتش وقف جليا عند هاجس المنتخب الذي أضحى يعاني منه والذي أثر كثيرا على نتائجه سيما بعد مرحلة المونديال، وما قضية فابر وبودبوز وآخرين إلا دليلا على أن المدرب السابق للرجاء البيضاوي المغربي أراد تشخيص الداء في وقته قبل الخوض في الرهانات والتحديات الهامة والرسمية، ولعل إجراءات حليلوزيدتش من شأنها أن تجعل اللاعبين يراجعون حساباتهم كثيرا لأنهم يدركون جيدا أن الخطأ مجددا قد يجعلهم خارج خياراته نهائيا.