مأساتي بدأت بعد بضعة أشهر من الزواج، لا أعرف كيف أصف حالتي، وأعترف أن سوء اختياري لشريكة حياتي أدفع ثمنه الآن، وربما مدى الحياة، لم أبال بتنبيهات وتحذيرات من كانوا حولي من أهل وأقارب وجيران وأصدقاء وزملاء ضربت كل ذلك بعرض الحائط. نعم كانت زوجتي من أسرة ليست فوق مستوى الشبهات، لكني أحببتها فالحب أعمى، لا ينظر إلا بعين واحدة، والعين الأخرى تتغاضى عن كل العيوب والمساوئ، كنت مقتنعا أيضا بأن من اخترتها زوجة لا يمكن أن تدفع ثمن انحراف أسرتها، فما ذنبها "ولا تزر وازرة وزر أخرى"، خاصة وقد كانت تصارحني برغبتها في سرعة الزواج، لتبتعد عن هذه الأسرة حتى تعيش حياة بعيدة كل البعد عن التلوث والشبهات، تتمنى العيش في بيئة نظيفة آمنة مستقرة. صدقتها وأتممت الزواج، وابتعدت بها إلى سكن بعيد عن إقامة أهلها، عشت معها شهر عسل رائع اعتقدت معه أن هذه السعادة ستدوم مدى الحياة لكن شهورا قليلة وظهرت زوجتي على حقيقتها وخرجت عن طاعتي وأعادت العلاقات مع أسرتها وفتحت لهم أبواب بيتي، في البداية قلت في نفسي ربما اشتاقت لأهلها وهذا من حقها، ولا يجوز أن أحرمها من هذا الحق حتى لا أظلمها، لكني رأيت عجبا مما يثير الأعصاب، حذرتها من التواصل مع أهلها أو دخولهم بيتي، عليها فقط أن تتواصل معهم والسؤال عنهم والاطمئنان عليهم، من خلال الهاتف فقط، أما الزيارات فلا، لم تأبه لتحذيراتي، هددتها بالطلاق ولم ترتدع بل استمرت ولم تأبه بل ربما كانت تريد ذلك، وهذه هي الكارثة التي اكتشفتها، فهي تعتمد على أني كتبت المنزل باسمها دليل على حبي لها، لذا اعتبرت أن البيت بيتها، فإذا بها تهددني أنا بالطرد إذا منعت أهلها من دخول بيتي، في هذه اللحظة بالذات لم أكن أشعر بالأمان معها، لأنني فقدت ثقتي فيها تماما، لكنّي صبرت لعل الله يديها، لكن للأسف وجدتها تتمادى وتتمادى أكثر فأكثر، والطامة الكبرى أن الشبهات طالتني أنا الآخر، ليس هذا فحسب أصبحت غريبا في بيتي، زوجة متمردة ضيوف غير مرغوب فيهم واستفزازات مستمرة. لقد وجدت نفسي كأنني في حبل مشنقة، إن طلقتها سأظلم ابني الذي سيرى النور قريبا، وإن استسلمت لهذا الوضع ستحترق أعصابي كل لحظة وكل ثانية، وإن قتلتهم جميعا سيكون مصيري السجن المؤبد أو الإعدام. تأكدت أن كل الذين نصحوني ونبهوني وحذروني من الارتباط بها كانوا على حق وصواب، ولحكمة أرادها الله تعالى جاء المولود ميتا، ورغم حزني عليه، إلا أنني كنت متيقنا أن هذه رحمة من رب العالمين له ولي، هنا لم يعد عندي ما أخسره فطلقت زوجتي طلقة لا رجعة فيها، فضلت أن أعيش حرا ورجلا له كرامة ليس ذليلا تحت سلطان امرأة مستبدة. وتأكدت أن كل الذين نصحوني ونبهوني وحذروني من الارتباط بها كانوا على حق..