كشف مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالجمعيات الدينية، عيسى بلخضر، أن "الزوايا العتيقة ستستفيد من عمليات ترميم". واكد بلخضر، لدى رأسه لإجتماع ع ممثلي الزوايا والمدارس القرآنية بتيزي وزو نقلا عن الإذاعة الوطنية، " أن انشغالاتهم تندرج في إطار مسعى إعادة تثمين مهام هذه المؤسسات و الذي يرمي الى مرافقتها لاستعادة مكانتها في المجتمع". مؤكدا أن "تعزيز دور الزوايا في الاشعاع الثقافي والمعرفة يندرج في صميم برنامج رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون". مشيرا في السياق ذاته إلى "ضرورة أن تستعيد هذه الفضاءات مكانتها الحقيقية كمنابر للمعرفة، قامت بتكوين آلاف العلماء الذين قاموا بدورهم بتكوين أجيال في الجزائر أوفي بلدان أخرى". كما أوضح بلخضر أن دور الزوايا لا يقتصر على التعليم الديني، بل يشمل أيضا ترسيخ قيم المساعدة المتبادلة والتضامن الأخوي والعيش معا، وهي القيم التي تعتبر أسس المجتمع الجزائري. وقال بلخضر أن "الزاوية ليست شيئا تاريخيا يجب حفظه أو حصره في تعليم القرآن، بل مؤسسة أنتجت، بفضل التعاليم الدينية، فكرا حرا مستنيرا وحديثا يصنع الأمم والحضارات، وهي المهمة التي يجب أن تؤديها اليوم". وتطرق مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالجمعيات الدينية إلى ان "إسترجاع الزوايا لمكانتها في المجتمع يعد جزءا من عملية استعادة الذاكرة الوطنية التي تميزت في بداية شهر جويلية الماضي بحدث هام تمثل في استعادة جماجم مقاومين جزائريين إلى الوطن من فرنسا". وأضاف في ذات السياق أن "مرافقة الزوايا في سبيل استعادتها لمكانتها ودورها كمراكز لتعليم القيم التي بُني عليها المجتمع الجزائري". كما ذكر بلخضر أن هذه المؤسسات لعبت دورا هاما في الحفاظ على الهوية الوطنية وقيم المجتمع الجزائري خلال الحقبة الاستعمارية، من خلال المشاركة بشكل نشط في المقاومة والكفاح ضد الاستعمار الفرنسي الذي انتقم منها، من خلال تدمير أماكن العبادة هذه و منارات المعرفة و الاشعاع الثقافي وتأطير المجتمع وحرق رصيدها الوثائقي. مضيفا أن الاهتمام الذي يوليه رئيس الجمهورية لهذه المؤسسات، من خلال الاصغاء إلى اهتماماتها وتطلعاتها، يندرج في "إطار مشروع بناء الجزائر الجديدة القائمة على المصالحة مع الذات و حماية مرجعياتنا وقيم التضامن و العيش سويا التي تشكل هويتنا الوطنية". و"يتمثل دور الزوايا في غرس هذه القيم لدى الشباب قصد منحهم الأدوات التي تقيهم من موجات التطرف القادمة سواء من الغرب أّو الشرق"، يضيف بلخضر.