السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: سيدتي نور لن أخوض لك في ذكر تفاصيل تجربة زواجي الفاشل، فقط أعلمك أنني مطلقة بدون أطفال، أردت بناء حياتي من جديد، بعد أن عقدت العزم على المضي قدما في علاقة حب مع شاب أعزب، أقسم لي أن أمر طلاقي لا يعنيه بشيء، مما جعلني أندفع بعواطفي التي ظلت مدة من الزمن مكبوتة، لقد وجدت الحب الذي كنت أظنه لبنة الحياة السعيدة، فأخرجت طاقة هائلة من المشاعر الجارفة؛ قدّمتها على بساط ناعم لذلك الحبيب، الذي قضى مني الوطر، ولما سألته الزواج قال إنه ليس مستعدّا لذلك بل انسحب وولى على أعقابه. تصرّفه هذا كان بمثابة الصفعة التي أفقت على إثرها من سباتي العميق، لقد كان يتسلّى بي نال مني ما ناله ثم تركني، لذلك وجدتني اليوم أبكي حظي وأجني أشواك ندمي، وكل عزم وحزم على الانتقام منه، فأنا دائمة الدعاء لربي لكي يقتصّ لي، فقد شوّه سمعتي، فمن بعده سينظر لي أو يفكر حتى بربط العلاقة معي، لقد دمّرني لذلك فأنا أريد له الدمار الشامل. ح/ خميس مليانة الرد: عزيزتي، هذا الشاب لم يوضح لك منذ البداية أنه يريدك زوجة، لقد كان يتسلّى ووجد امرأة ترافقه وتستجيب لهواه لذلك لم يمانع، ولما سألته الزواج لم يماطل أو يخفي ذلك، إنها مشكلتك أنت لأنك طاوعت الهوى وانسقت وراء العواطف دون أن تحسبي للعقل حسابا، ودون أن تفكري مرة واحدة فيما وصلت له في الوقت الحالي، فليس المهم الآن البكاء على الماضي والندم على خطأ فات، بقدر ما هو مهم أن تفكري فيما هو آت وفيما هو قادم وكيف لك أن تحصني نفسك فلا تقعي فريسة سهلة لكل صياد يهوى التهافت على المطلقات والأرامل وغيرهن. احترمي نفسك وأحبّيها وقدّريها حق قدرها، يقدرك الناس ويحترمونك، ولا تتهافتي على الزواج إلى هذه الدرجة، فالزواج قدر ونصيب له موعد معلوم عند الله، عيشي حياتك بشكل محترم وحافظي على نفسك وكرامتك ولا تجعلي من نفسك لقمة سهلة لكل جائع، ولا تشغلي بالك بمن سيرضى بك بعد كل ما حدث، بل فكري فقط في أن تعيشي حياتك بشكل لائق ومحترم، ولا تضيعي وقتك في الدعاء عليه أو التفكير في الانتقام منه، بل فكري في نفسك وحالك وادعي لنفسك بالخير وصلاح الحال، واطلبي من الله أن يهبك القدرة على النسيان وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يكون لك أنيسا وسندا. عزيزتي، ليس مهما أن نمرّ بالتجربة ونشهد مرارتها ونبكي على ما آلمنا منها، وليس المهم أن نبكي حين نتعثر أو نقع، لكن المهم هو أن نتعلم كيف ننهض، فالحياة تجارب ونجاح وفشل، ولو أننا لم نحول الفشل إلى نجاح، فكيف تكون الحياة، هذا ما يجب أن تفعلينه لتعدلي من وضعك وكيانك وسط الناس دون أن تذكري عن هذه القصة أي شيء وانسيها كأنها لم تكن، وانظري للمستقبل بعين ملؤها الحب والتفاؤل والثقة في نفسك وفي الغد وفي اختبارات الحياة وقبل ذلك كله ثقتك في الله عز وجل، جدّدي العهد معه بالطاعة والأمل والرجاء وتوكلي عليه ثم انتظري الجزاء. ردت نور