أكد المخرج جعفر قاسم، أنه يتمنى أن يصل فيلم "هيليوبوليس" للعالمية، وأن لا يبقى حبيس الأدراج. وأوضح المخرج الجزائري، في ندوة صحفية له اليوم الأربعاء، إن هدفه من تقديم الفيلم، هو تقديم عمل فني وليس فيلم تاريخي، وهذا ما جعله لا يركز على اللهجة المحلية. وأورد قاسم:"رفضت استعمال اللهجة القالمية رغم أن الفيلم يحكي على هذه المنطقة، وهذا لإعطاء بُعد عام للفيلم وليس التركيز على منطقة معينة، لأن الفيلم يمثل الجزائر كلها و ليس منطقة خاصة". أما عن أحداث الفيلم التي تجعل المشاهد يشعر و كأنه يشاهد فيلم جديد ولا يحكي أحداث جرت في الأربعينات، قال جعفر قاسم في تصريح للنهار أونلاين: "تعمدت استعمال هذه التقنية لأن الفيلم ليس عمل وثائقي بل فيلم وضعي يحكي أحداث واقعية، وهو فيلم بسيكولوجي بين الجزائريين والأجانب في بداية الأربعينات". و عن اختيار منطقة هيليوبوليس بقالمة عكس المناطق الاخرى من الجزائري، رد مخرج الفيلم: "اخترت هذه المنطقة ومن خلالها أحكي عن كل المناطق الأخرى، ولعل هذه أول مرة يصور فيلم على أحداث 8 ماي 1945". وعن سؤال يتعلق بالأحداث الواقعية التي تحدث عنها الفيلم، قال المخرج: "طبعا 80 في المائة من الأحداث واقعية، ولكن يجب إضافة بعض المؤثرات لزوم العمل السينمائي". مضيفا: "أردت من خلال الفيلم اظهار الجانب الآخر للعائلات الجزائرية أثناء الاحتلال الفرنسي من خلال عائلة "زياني" الغنية، لأننا عهدنا في كل الافلام إن كل العائلات الجزائرية فقيرة وتعاني أثناء الاحتلال الفرنسي". وحول نهاية الفيلم التي تركها المخرج مفتوحة، قال جعفر قاسم: "تعمدت ترك النهاية مفتوحة لأن مصير "مقداد" يبدأ مع نهاية الفيلم، فهو يمثل تاريخ الجزائر ونهاية الاستعمار الذي يبدأ بنهاية الفيلم". وأشار المخرج، إلى أنه قد تعمد اختيار وجوه جديدة باستثناء بعض الأسماء المعروفة ليجعل المشاهد يعيش أحداث الفيلم بأكثر واقعية. مضيفا أنه يتمنى أن لا يلقى الفيلم مصير كل الأفلام الأخرى، ويبقى حبيس الأدراج. يذكر إن الفيلم الروائي الطويل "هيليوبوليس" عرض صباح اليوم الأربعاء بقاعدة إبن زيدون اللصحافة الجزائرية. والفيلم من إخراج جعفر قاسم، وإنتاج المركز الجزائري لتطوير السينما بالتعاون مع وزارة الثقافة.