لم تنتظر وسائل الإعلام المغربية كثيرا لتحميل النظام الجزائري مسؤولية انقطاع النشيد الوطني المغربي في المباراة التي جمعت منتخبي البلدين المحليين في إطار تصفيات كأس أمم إفريقيا، وراحت توجه اتهامات خطيرة بأن الأزمة مفتعلة من قبل الجزائر "لاعتبارات سياسية"، على حد زعمها، ولم تتوان في تحميل السلطات الجزائرية مسؤولية ما جرى، وأفادت وسائل الإعلام المغربية أن المشاهدين المغاربة تابعوا باستغراب كبير ما وصفته "الطريقة المشينة والمستفزة" التي تعمدها المنظمون الجزائريون في بتر الجزء الأخير من النشيد الوطني المغربي. وتابعت موقع دنيا الوطن المغربي: "ونظرا لهذا التصرف الشائن واللامسؤول من طرف من قالت أنه النظام الجزائري، طالبت وزارة الخارجية والتعاون المغربية عبر القنوات الدبلوماسية من نظيرتها الجزائرية تقديم التوضيحات اللازمة لهذا التصرف "الأرعن" الذي يمس بمشاعر الشعب المغربي ورمز السيادة". واسترسلت قائلة بأن الخطأ الذي وقع فيه المنظمون يعتبر "مناورة قدحية تنم عن خبث وطفولة سياسية مارستها الجزائر خلال عقود خلت، لكن لا داعي أن يتم إقحام الحسابات السياسية الضيقة داخل الملاعب وخلط الأوراق؛ لأن الرياضة متنفس كبير للشعبين الشقيقين المغربي و الجزائري. وأكدت في نفس السياق أن "الجمهور الجزائري الذي حضر اللقاء لا يتحمل أية مسؤولية من وراء اللعبة الدنيئة للنظام الجزائري المفلس !!! إزاء هذا التصعيد المبالغ فيه وغير المفهوم". وأبرزت أنه قد يظن كل متتبع للملف الجزائري المغربي أن الأمر له علاقة بتقرير بيتر فالسوم حول الصحراء الغربية، وضرورة التحلي بمنطق الواقعية، ودعت الجزائر إلى الابتعاد عن الحلم القديم جدا حول "استقلال الصحراء عن الوطن الأم المغرب" على حد زعمها، مشيرة إلى أنها نكسة أخرى أبانت الأكاذيب التي تمارسها الجزائر. من جهتها، لم تحد صحيفة "الصحراء المغربية" عن الخط الذي سلطته باقي العناوين الصحفية الأخرى، لما أكدت أنه كان على الوفد المغربي أن ينسحب من الملعب لحظة وقوع الخطأ، احتجاجا على ما أسمته كرامة الشعب المغربي. وبالرغم من تحميلها المسؤولية لأعضاء الوفد المغربي، إلا أنها عزفت نفس السنفونية العدائية اتجاه كل ما يرمز للنظام الجزائري محاولة افتعال أزمة بين البلدين، في وقت تطالب السلطات المغربية بإعادة فتح الحدود. تجدر الإشارة إلى أن الفاف قد راسلت نظيرتها المغربية تبلغها بالأسباب الحقيقة لانقطاع النشيد الوطني المغربي، والذي تعود فيه المسؤولية إلى الجهة المغربية التي جلبت قرصا فاسدا توقف قبل نهائية عزف النشيد كاملا.