أي أن الزواج حقيقة مليء بالمفاجآت لمن لم يستعد له، فأكيد أن كل فرد منا كان يعتقد أن بزواجه ستتحق كل آمانيه وأحلامه، فلما تزوج اكتشف أمورا جديدة وحتى كثيرة قد تضعه في دائرة الشك من نجاح زواجه، بل وفي إمكانية استمراره. لذلك، معرفة هذه المفاجآت مسبقا قد تخفف من أثرها، لأن الزوج الناجح هو من يدرك أن الكوارث مجرد حوادث ومفاجآت فربما يساعده هذا الإدراك على فهم وحسن تأويل الأمور وعلى العيش بسعادة واستقرار. يشعر المتزوج "أحيانا" بالوحدة على الرغم من وجود الطرف الآخر والأولاد في حياته، وهذا أمر طبيعي في كل حالات الزواج، فلا يظن من يشعر بذلك بأن زواجه غير سعيد وأن حياته الاجتماعية خاطئة، بل الشعور بالوحدة أحيانا أمر طبيعي، وكذلك "الفتور" والإحساس بأنه لا يوجد ذلك "الحب الناري" تجاه الطرف الآخر. والحقيقة أن دوام المحبة بدرجاتها العالية أمر مستحيل سواء في الاهتمامات أو الشكل أو الهوايات... أمر طبيعي في كل إنسان وهو مرتبط بتقدم العمر ونضجه الفكري والعاطفي ولا يجوز أن ينكر أحد الزوجين على الآخر هذا التغيير، فمعلوم أن من طبيعة البشر كثرة الاختلاف في الآراء، والخلافات موجودة في كل حالات الزواج فليس بالضرورة الاتفاق على كل شيء في الحياة العائلية ولكن السعادة في أن نتعلم كيفية التعامل مع الخلاف، قد يكتشف الزوجان أنه ليس لكل مشكلة حل وهذه مفاجأة كبيرة لهما فيصدما بحالة انعدام الحل وينسيا أن الزمن في كثير من الأحيان هو جزء من معالجة المشكلة? قد يصيب التوتر أحد الزوجين أو كليهما عندما تمر عليهما حالات لا يكون بينهما اتصال حميمي لأكثر من أسبوعين مثلا حتى ليكاد يفكران في قرب انتهاء علاقتهما الزوجية بسبب ما يعتقدانه أنه "البرود العاطفي" والواقع أنه وحسب الظروف يكون للنفس إقبال مرتبط بالاستعداد النفسي، ويخطئ من يعتقد أن أيام الزواج ولياليه كلها سعادة ومتعة وفرح وينسى أن الأيام متقلبة وأنها "يوم حلو ويوم مر". وهذه مرحلة يمر بها جيمع الأزواج، إذ يعتقد الرجل أو المرأة بأن الطرف الثاني شخص غريب مختلف عن الآخرين جميعهم وبعد الزواج يكتشف أنه إنسان عادي فيه من الصفات والعادات ما هو في كل بني البشر? من حق كل فرد أن يحلم، وأن يلون أحلامه ويرسم لها معالم مثالية ولكن من الخطأ الاستغراق فيها والانفصال عن واقع حياة المجتمع وسيرورته الطبيعية وحقيقة الكائنات، فاتساع المدارك بالمزيد من التأمل والثقافة سيضيق كثيرا الفجوة بين الأحلام والواقع.