كان يوم أمس مناسبة كبيرة للتذكر وإعادة ذكرى أولئك الأبرار الذين سطروا بدمائهم طريق النصر والحرية والتضحية ،ليس هذا فقط وإنما أيضا من أجل بناء دولة جزائرية يسود فيها العدل والمساواة والإخاء وتتاح فيها فرص تحقيق الذات على أرض الشهداء..؟ هو يوم الشهيد الذي أحيته جماهير الشعب الجزائري على امتداد رقعة الوطن الشاسعة والتي سالت على وهادها وأوديتها وشعابها وتلالها وأزقتها وجبالها وكل قراها ومدنها أنهرا من دماء خيرة أبناء الجزائر من أجل ما نراها ونلمسه صباح مساء من نعيم الاستقلال والسيادة الوطنية ،التي كانت بالأمس القريب وإبان الاستدمار الفرنسي وعلى أيام أبائنا وأجدادنا حلما يكاد يكون مستحيل التحقيق ، نظرا لتشبث فرنسا بأرض الجزائر والتي لأهميتها خرجت عجوز أوروبا من كل المستعمرات الأفريقية بهدف التفرغ للجزائر باعتبارها الكنز الكبير والخير الوفير..! الجزائر أمانة الشهداء في أعناق كل الشعب الجزائري الذي يجب عليه اليوم وخاصة في هذا الوقت الذي كثر فيه القيل والقال ،خاصة من طرف أولئك الذين مازالوا مرتبطين عاطفيا ولغويا بفرنسا ويحسبون أنها قادرة على تحقيق مآربهم وأحلامهم المريبة ،أن يحافظ على هذا الإرث العظيم الذي لا يباع ولا يشترى ولا يمكن أن يقوم بمال أو يقايض بمنصب أو جاه زائل ،كل ذلك لا يساوي شيء أمام قطرة واحدة سفكت من أجل هذا البلد..؟ فهل يدرك أصحاب الفتن والمناورات التي يريد تخريب الوطن العربي عن طريق أهله ومواطنيه جهلا وتجاهلا، متناسين أن الاستقرار والأمن والعمل بوتيرة تنموية ولو بطيئة أفضل بكثير من إثارة الفوضى بدعوى التغيير نحو الأفضل !.. لو يتذكر كل مواطن ويتمعن كيف كانت الجزائر وكيف أصبحت وكيف ضحى الرجال والنساء وحتى الأطفال لقبل كل صباح ومساء تراب هذا الوطن وترحم على كل من شارك في ثورته الكبرى المباركة التي كانت وما زالت مضرب الأمثال للأحرار في مشارق الأرض ومغاربها..؟!