القارة السمراء لا يمكن أن تأكل أبناءها أو تتنكر للجميل الذي أسدته الجزائر لها ،خاصة وأنها كانت السبب في تحريرها من الاستعمار ومن تبعاته ومن أذنابه ،وهذا دون منة أو أن تنتظر من أحد جزاء أو شكورا ،فقد كان الواجب الجواري والأخوي يحتم على جزائر الثورة إن تقف إلى جانب أبناء القارة ،حتى غدت الجزائر بعد الاستقلال ومازالت إلى اليوم قبلة الأحرار ومأوى المضطهدين إنسانيا وسياسيا..؟ اليوم وبفعل الانفلات الأمني الحاصل في غرب القارة وبجمهورية مالي بالذات وما صاحبه من نهب واضطراب وتقاتل داخلي وسط غياب كلي للدولة ،نظرا لضعف أجهزتها الأمنية وتشرذم قواتها العسكرية التي لم يكن في مقدورها أن تسيطر على كافة مناطق البلاد لأسباب عديدة لا يسع المجال هنا لذكرها، ولذلك وجه قائد الانقلابيين نداء إلى ساسة الغرب من أجل نجدة بلاده من الخطر الإسلامي القادم تجاهها بسرعة البرق والتي تدعى الحركة من أجل الوحدة والجهاد في غرب أفريقيا، ومن أجل إعادة الوحدة إلى بلاده بعد أن قامت أربع جماعات متمردة وفي مقدمتها الحركة الوطنية لتحرير أزواد بتقاسم مالي متحدية في ذلك سلطة الحكومة القائمة ، خاصة بعد استيلاء وتحرير الأزواد عدة مدن، وإن كانت الحركة قد صرحت أن الجزائر بلد شقيق وليس لدينا طموحات للتوسع في ترابها ،وأنها تدين الاعتداء على القنصلية الجزائرية وتتأسف لما حدث ..؟ إن الربيع المالي الذي أصيب بعدوى فيروس الربيع الليبي والذي انتقل بقضه وقضيضه من الشمال الأفريقي إلى الغرب الأفريقي لا يبشر بخير ولا يعد بربيع مزهر بالقارة ،إلا إذا تدارك الأمر الساسة الجزائريون وأخمدوا الفتنة في مهدها قبل فوات الأوان ،واعتقد أن حنكة الوزير الأول أحمد أويحي وبتوجيهات من رئيس الجمهورية،يمكن أن تأتي بثمارها ولو أنها تحتاج إلى وقت أطول وإلى جهد أكبر، وبالتنسيق مع بقية دول الجوار والمجتمع الدولي وفرنسا الدولة المستعمرة السابقة لمالي..؟ !