تحصل 3 مستثمرين خواص مؤخرا على عقود استغلال ل 3 منابع حموية وهي منابع كل من حمام زايد بأولاد إدريس، وتاسة بويلان، والبطوم بتاورة، الذي لديه بعدا وطنيا والمتربع على 6 هكتارات، وإذا تم استغلاله، سيسهم في تطوير هذا النشاط، ويكون مقصد سياحي مهم، لا يقل أهمية عن حمامي وولاد علي، وحمام الدباغ بولاية قالمة، وباقي المنابع الحموية. وقد كانت البداية بحمام زياد بأولاد إدريس الذي دخل حيز الخدمة مؤخرا وأصبح تشد له الرحال من طرف العائلات، والسياح في انتظار باقي المنابع الحموية، حيث تنصب جهود مسؤولي قطاع السياحة والصناعة التقليدية بولاية سوق أهراس حول ضمان استغلال أمثل وأنجع للمنابع الحموية التي يتجاوز عددها بهذه الولاية الحدودية 200 منبعا بين علاجية وغازية ومالحة وعذبة. يهدف استغلال هذه الثروة الطبيعية أساسا لخلق سياحة مستدامة من خلال التنسيق بين كل من مديرية الموارد المائية ورؤساء المجالس الشعبية للبلديات ال26 التي تعدها الولاية قصد تهيئة هذه المنابع المائية وجعلها مقصدا سياحيا بامتياز. وفي هذا الإطار سيشرع "قريبا" في عملية واسعة تقضي بإعادة تهيئة وتأهيل 11 منبعا حمويا وذلك من أجل تعزيز التنوع السياحي حيث يخص الأمر في مرحلة أولى المنبعين الحمويين لكل من الخنقة ببلدية الزعرورية وحمام أحميمين بالمشروحة وهي العملية التي تندرج ضمن 9 منابع حموية أخرى منتشرة عبر مختلف بلديات الولاية كانت محل دراسة أعدتها وزارة السياحة والصناعة التقليدية لإحصاء وجرد جميع المنابع الحموية عبر الوطن. تتراوح نسبة تدفق مياه هذه المنابع الحموية بين 3 إلى 6 لترات في الثانية وتشمل منابع كل من حمام زايد وأحميمين وكبالتية والكرومة والتوايتية وتاسة إلى جانب منبع البطوم. ومن شأن استكمال أشغال إعادة تأهيل هذه المنابع واستغلالها الأمثل في بعدها السياحي والترفيهي أن يمكن الولاية من تنظيم مهرجان وطني للمياه في عديد أنواع الرياضات على غرار التجديف والغطس والسياحة والاستجمام. كما ستمكن عملية إعادة تأهيل هذه المنابع الحموية التي يستغل بعضها حاليا بطريقة تقليدية أن يعزز التنوع السياحي بسوق أهراس ليكون امتدادا طبيعيا لهذا التنوع من السياحة الحموية على مسافة 110 كلم من أقصى منبع حموي بقالمة المجاورة إلى أقصى منبع حموي بسوق أهراس. وتستدعي هذه القدرات الحموية المتوفرة بعديد مناطق الولاية ولوج المستثمرين لاستغلالها وجعلها مقصدا سياحيا، التي بإمكانها استحداث مناصب شغل دائمة، والمساهمة في تطوير الاقتصاد، وهذا ما تهدف إليه سياسة الدولة الجزائرية الجديدة، طبقا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خاصة وأن ولاية سوق أهراس، ولاية فلاحية بامتياز، إلا أن المجال السياحي يستطيع أن يحقق تنمية مستدامة بالولاية. وهذا يرجع إلى مدى وعي المستثمرين بضرورة اقتحام هذا القطاع الخصب، الذي يستطيع أن ينقل ولاية سوق أهراس، نقلة نوعية، بفضل تضافر الجهود، وتفعيل مختلف القطاعات .