هذه الحملات والتجمعات الانتخابية التي تقاماليوم،هنا وهنالك عبر ربوع الوطن المفدى،تذكرنا بفرحة يوم أن أعلن تقرير المصير و استقلال الجزائر وانفصالها وإلى الأبد عن فرنسا التي خاض معها الثوار قتالا مريرا دفع خلاله وطيلة أكثر من سبع سنوات مليون ونصف المليون شهيد فداء للجزائر وشعبها الأبي الذي لم ولن يرضى بالذل والهوان مهما كانت التضحيات..؟ أكثر من 62 سنة مرت من الزمن،منذ أن استرجعت الجزائر استقلالها وحرية شعبها،حيث دخلت بعدها القيادة السياسية وإن كانت هناك مطبات في بداية الاستقلال،في بناء دولة هدفها خدمة الشعب الذي حرم طيلة أكثر من قرن وربع قرن،من جميع الحقوق،حيث استولى المعمرون من فرنسيين وغيرهم من الأوروبيين على كل خيرات الجزائر وصنف أبناء الوطن الشرعيين في أسفل درجة السلم الاجتماعي،فلا سكن ولا تعليم ولا عمل،جعلوا منهم عبيدا يعملون طيلة اليوم في أشق الأعمال لفائدة الفرنسي،الذين كانوا يحلموا أن يتخلصوا يوما من ذله .. ! إلا أن قيام الثورة المباركة أطاحت بكل ظالم وجبار في أرض الوطن التي تحولت تحت أقدامهم بفضل ضربات المجاهدين إلى جهنم لا تبقي ولا تذر منهم أحدا،إلى حين خرجوا مطأطئين الرؤوس أذلاء يجرون أذيال الخيبة وما اقترفوه من جرم في حق الشعب الجزائري،ولكن هيهات فمثل أحفاد طارق والأمير ولالا نسومر لا يمكن أن يستسلم منهم أحدا أبدا..؟ وأن ما يلاحظ من دعم الدولة للمواطن من خلال توفير المواد الضرورية،سواء كانت غذائية أو دوائية،أووسلع أخرى،وبأقل الأسعار المتداولة دوليا،إلا دليلا قاطعا أن الدولة الجزائرية تجتهد وتعمل لصالح المواطن،وأنها اجتماعية بامتياز،وأن قيادتها تعمل وفق هذا المنظور التضامني المحمود.. ! ليس من اليوم فقط،ولكن منذ فجر الاستقلال،وخاصة أيام المحن والشدائد والأزمات،حيث نجدها وبكل تجرد وروح وطنية،إلى جانب المواطن،حيث أن المواطن ولا يزال هو الهدف في آخر المطاف،وما توزيع آلاف السكنات بمختلف الصيغ كل سنة،إلا مثالا بسيطا على اجتماعيتها المتأصلة ..؟ ! خليفة العقون