تصميم البيوت بأذواق مختلفة فريدة حدادي عرضت الكثير من مؤسسات الديكور والتصميم الداخلي للبيوت، خلال السنوات الأخيرة، عروضها الترويجية عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ لاستقطاب أصحاب السكنات الجديدة في مختلف الصيغ؛ حيث تحاول تلك المؤسسات الناشئة التي يسيّرها أحيانا، شباب من خريجي المدارس العليا للهندسة المعمارية، للاستفادة من فرصة توزيع السكنات، والظفر بأكبر قدر ممكن من "الصفقات" ، واستمالة الزبائن لإعادة تصميم ديكور البيت. وحول هذا الموضوع استطلعتنا آراء عدد من سكان تلك البنايات الجديدة، الذين انطلق البعض منهم بعد تسلُّمه شقته مباشرة، في أعمال التصميم والديكور، كلٌّ وفق ذوقه، وإمكانياته الخاصة. تعددت العروض الترويجية التي وقفنا عليها عبر مختلف صفحات مواقع التواصل الاجتماعي؛ فيسبوك، وأنستغرام، وتيك توك، أكثر المواقع الناجحة في الترويج لكل سلعة أو خدمة؛ حيث يعرض مصممو الديكور الداخلي عملهم وانجازاتهم في بعض المنازل والشقق في الجزائر، على طريقة توضيح "القَبل والبعد"، التي تعطي فكرة عامة عن عمل تلك الفرق، التي توفر في خدماتها، حسب إعلاناتها الترويجية، عددا من الخدمات والمهن، أحيانا تكون الخدمة كاملة متكاملة، متكونة من جميع المهنيين، بداية من عمال التنظيف العميق، وإزالة بقايا البناء، إلى مختصين في الكهرباء والسباكة، والعزل الحراري، والعزل الصوتي، والتدفئة، والتكييف والتهوية، والعزل المائي، وأغطية الجدران والأرضيات، إلى جانب مختصين في الديكور والتصميم الداخلي، إلى درجة أن بعض المؤسسات يمكن أن توفر، أيضا، خدمة اختيار ونقل وتراتيب الأثاث، وتزيينه، وغيرها من التفاصيل البسيطة، وكلها خدمات منفردة أو متكاملة وفق ميزانية الزبون. وفي جولة استطلاعية قادتنا إلى أحد أحياء سكنات البيع بالإيجار بالعاصمة، ومن خلال حديث إلى بعض سكان الحي الذين انتقلوا إليه قبل فترة قصيرة ومنهم من يتعدى سنتين، أجمع أغلبهم على إعادة تصميم بيوتهم، على الأقل تغيير ما نسبته 20 ٪ من السكن قبل الانتقال إليه، مؤكدين على رغبتهم في العيش في سكن يتماشى مع أذواقهم. وأوضح الكثيرون أن ديكور البيت لا بد أن يكون وفق ذوق قاطنيه؛ إذ إن الراحة في البيت تبدأ بتطابق الديكور والتصميم، ونفسية الفرد. تجديد الديكور حلم يراود الجميع في هذا الصدد، أشارت السيدة سميرة صاحبة سكن من صيغة "عدل" حصلت عليه حديثا، إلى أن تصميم البيت والديكور الخاص هو تقريبا حلم الجميع. وتحقيق ذلك هو بمثابة تحقيق الفرح الكبير، موضحة أن لها تصورا خاصا لبيتها قبل الانتقال إليه، وستعمل على تغيير الكثير من تصاميمه؛ سواء الأرضيات، أو البلاط، أو النوافذ، أو غيرها من التفاصيل. من جهته، أكد السيد كمال الذي انتقل مؤخرا إلى شقة جديدة بحي بالعاصمة، أن جمال ديكور المنزل وتغيير تصميمه أمر لا بد منه قبل الانتقال إليه والاستقرار فيه، موضحا أن البيت هو "قبر الدنيا" ، على حد تعبيره، وإيجاد الديكور الملائم الذي يريح النفسية أمر بالغ الأهمية. أما الشاب نسيم فأشار إلى أن ديكور البيت هو أول ما يفكر فيه الفرد بعد حصوله على سكن؛ سواء كان فيلا أو شقة صغير أو كبيرة؛ فالجميع يبحثون عن راحتهم من خلال ديكور بيتهم. والكل يريد تطبيق ديكوره وفق شخصيته؛ سواء كان تقليديا، أو كلاسيكيا، أو حتى عصريا، أو نيوكلاسيكي، وهذا وفق ما يريح نظره. وأضاف المتحدث أن الديكور يكون وفق الذوق والميزانية الخاصة؛ أي الراحة المادية للشخص، وهذا ما أكده فاروق عرباوي مهندس معماري ومختص في الديكور الداخلي؛ قال: " حقيقة، يبحث الكثير من الأشخاص في تجربتهم الأولى، في تغيير ديكور وتصميم البيت عند مختص في المجال، إلا أنهم سرعان ما ينسحبون بعد معرفة تكاليف التصميم، وبالتالي يرون أن تلك الخدمة لا داعي منها، ويمكنهم بذلك تدبر أمورهم دون مختص، إلا أن ذلك يجعل البعض يرتكبون أخطاء في حق بيوتهم تسيء إلى راحتهم النفسية بعد ذلك، وهو ما يجعل آخرين لا يترددون في طلب المساعدة من عند مختص في الديكور أو التصميم الداخلي. وأشار المتحدث إلى أنه غالبا ما يتم الإقبال على خدمة مصممي الديكور من أصحاب الدخل الجيد وميسوري الحال، الذين يمكنهم تحمّل تكاليف الخدمة، موضحا أنه مؤخرا وبفضل ما تعرضه مواقع التواصل وبعض المواقع عبر الأنترنت؛ كالبنتريستأو اليوتوب أو غير ذلك، الزبون أصبح أكثر تطلبا، ويعرف، بالتالي، ما يريده بالتحديد. ومن خلال صورة واحدة يمكن شرح كل التفاصيل التي يرغب فيها، وهذا أحيانا يساعد المصمم في تحقيق الديكور الملائم؛ حتى لا يقع في تعارض مع ذوق الزبون.