أصبحت خدمات وكالات الديكور مطلوبة في أفراح ومناسبات عديدة كأعياد الميلاد وحفلات التخرج و الاستقبالات و حتى خلال تدشين مقرات ومحلات تجارية جديدة، حيث فرضت هذه الموضة نفسها عن طريق الترويج الكبير على مواقع التواصل، ورغم أنه تفصيل مكلف إلا أن الطلب على الديكور الخاص كبير لأجل التميّز والإبهار. ديكورات متنوّعة تقترحها هذه الوكالات على زبائنها، وذلك وفق أنماط تركية وأوروبية، و يمكن للزبون كذلك أن يحدد موضوع المناسبة و كل ما يتعلق به من تفاصيل كالألوان و الزينة، ويؤكد ناشطون في المجال أن الطلب كبير جدا ومن زبائن تختلف مستوياتهم الاجتماعية، ذلك لأن أسعار الخدمات تتفاوت، مع الإشارة إلى أن العالم الافتراضي غيّر ذهنية جزائريين صاروا يواكبون الموضة في كل شيء تقريبا، وفرض أنماطا جديدة من السلوك، حيث تعتبر موجة ديكور المناسبات رائجة و قوية حاليا. ويظهر تأثير محتوى مواقع التواصل في مناحي كثيرة، فالنمط التركي مثلا صار شائعا جدا، والعديد من المناسبات أصبحت تتطابق في تفاصيلها مع ما هو رائج على المنصات وما تقدمه المسلسلات من نماذج، يميل جزائريون إلى تقليدها، كما أوضحته صاحبة وكالة للديكور بقسنطينة، قالت إن التنظيم و الزينة صارا جزءا مهما في برمجة أية مناسبة، على غرار الأعراس و أعياد الميلاد، حيث لمست من خلال تعاملها مع الزبائن، مدى الاهتمام بالجانب الجمالي والأنيق للمكان الذي يحتضن المناسبة وبكل تفاصيله، و تركيزا على الظهور بشكل راق ومتميز لأجل إبهار الحضور وتكريس صورة إيجابية و «بورجوازية» عن صاحب الدعوة. وقالت محدثتنا، إنها تعمل رفقة فريقها على توثيق التصاميم والديكورات التي يعدونها لزبائنهم، ومن ثم عرض فيديوهات ترويجية على مواقع التواصل لاستقطاب زبائن أكثر، وأوضحت أن التفاعل معها كبير خصوصا وأن التنظيم يشمل مختلف المناسبات بداية بحفلات الزفاف العائلية، ومرورا بالاستقبالات البسيطة وحفلات التخرج للطلبة الجامعيين، كما يشمل التعاون كذلك بعض المؤسسات الرسمية والإدارات التي باتت تهتم كذلك بنوعية المناسبات التي تنظمها ومستوى التنظيم في حد ذاته. مناسبات في الهواء الطلق و الحدائق المتجول عبر صفحات وكالات الديكور على مواقع التواصل، يلاحظ حجم الإقبال على الخدمة، وذلك من خلال التفاعل و التعليقات التي تركز على الأسعار عموما، حيث تتنوع الصور والفيديوهات التي تقدم نماذج واضحة عن ما يسبق تهيئة الموقع المخصص للمناسبة وما يلي عملية توزيع الديكورات، علما أن هذه الخدمات بدأت بسيطة جدا وبإمكانيات محتشمة، ثم تطورت بشكل كبير وصارت متعددة و تشمل حتى تزيين وتجهيز المراكب و اليخوت لاستقبال الحفلات، بعدما كانت محدودة و لا تتعدى استخدام الأرائك الذهبية أو كما تعرف ب «الصالونات المصرية»، والبالونات و كذلك الستائر و المصابيح الملونة، مع بساط أحمر يمتد لخمسة أمتار تقريبا وأغطية طاولات و كراس، وهو ديكور موحد لكل المناسبات. و الظاهر كذلك، أن الطلب على مثل هذه الديكورات كان مقتصرا على الأعراس في البداية، ثم توسعت الأجندة لتضم حفلات الختان واستقبال مواليد جدد، ثم مناسبات الكشف عن جنس الجنين أو « البيبي شاور»، وبعدها حفلات التخرج وافتتاح المراكز التجارية، وحتى مراسم عقد القران، التي صارت تتم على الطريقة التركية، وبدل التوقيع على العقد المدني في دار البلدية، تقام حفلة تضم العروسين و أفرادا من العائلة، في حديقة عمومية أو فضاء للعب، مثل فضاءي «صنوبر لاند والبستان» بقسنطينة، حيث تتكفل وكالة ديكورات بتزيين المكان وفق النمط المطلوب و تخصيص طاولات للجلوس وأخرى لعرض مختلف أنواع الحلويات والمرطبات، مع تنسيق لافتة تحمل اسم العروسين وتحدد طبيعة المناسبة، وهو نموذج ينطبق كذلك على أعياد الميلاد. عروض حسب الميزانية وتكاليف إضافية فرضتها الموضة وحسب محمد أمين سوالمية، المختص في الديكور صاحب وكالة «مايا ديكو» بقسنطينة، فإن النشاط الذي بدأه قبل أربع سنوات، رائج جدا هذه الفترة، حيث أوضح محدثنا الذي يحوز على بطاقة حرفي، أنه سعى لتطوير نفسه من خلال التكوين و توسيع الأفكار ليواكب متطلبات السوق وأذواق الزبائن، إذ يقدم خدمات متنوعة تشمل الديكورات الداخلية والخارجية، وهو مجال يحظى باهتمام متزايد وسوق واعدة جدا حسبه. أخبرنا، أنه يحرص على متابعة كل التطورات في عالم الديكور و التعلم من وكالات أجنبية، مع توفير عتاد جديد وأكثر مواكبة للموضة في كل مرة، كما عمل على تنظيم خدمته أكثر وتنويع العروض، بحيث تتعدد الأفكار الممكن إنجازها و تتناسب مع أذواق الكثير من الزبائن، مردفا بأنه بذل جهده ليفتك مكانة في السوق المحلية ويحظى بثقة ووفاء الزبائن، في ظل المنافسة القوية كما عبر. وعن الأسعار، قال بأنها تختلف و ترتبط بعدة معايير منها طبيعة المناسبة ومساحة الفضاء أو القاعة التي ستحتضنها وعدد المدعوين كذلك، وبعد ضبط كل هذه التفاصيل، يتم تحديد العرض وتكلفته ويبقى للزبون الحق في اختيار ما يناسبه وطلب إضافات وإلغاء بعض التفاصيل التي قد تكون مكلفة بالنسبة إليه، بمعنى أن العرض يتماشى تماما مع ميزانية الزبون. وأوضح المتحدث، أن السعر الإجمالي يحدد بحسب التجهيزات التي توظف في المكان و يتراوح عموما بين 20 ألف و 90 ألف دينار. فمثلا يكلف توفير طاولة مصنوعة من خشب الزان مزينة بصفيحة رخامية 3 آلاف دينار، وهي مطلوبة لمراسم الحناء عادة أما سعر الكراسي فيتراوح بين 5 آلاف و 10 آلاف دينار، مع توفير ثلاثة موديلات تتباين أسعارها، أما تكلفة الجدارية أو الخلفية فتخضع لطبيعة المواد المستخدمة ومستوى الإضاءة والتصميم في حد ذاته. و هناك حسبه، من يفضل كتابة اسم العروسين على الستارة، وهو ما يفرض بين 5 آلاف دينار إلى 7 آلاف دينار إضافية، أما سعر البساط الأحمر فيتحدد بحسب الطول و ينطلق من 100 دينار، أما لافتة الاستقبال التي يكتب عليها اسم العروسين وتاريخ زواجها وعبارة ترحيبية، فتكلفتها تتحدد بحسب الحجم و النوعية، وهناك 30 نموذجا منها بأسعار تنطلق من 3500 دينار و تصل إلى 15000 دينار. من جانبه أوضح ممثل وكالة «برفكت داي» بقسنطينة، أن نشاطهم توسع بشكل لافت جدا هذه السنة، و لم يعد مقتصرا على الولاية بل توسع ليشمل مختلف ولايات الوطن، حيث تطلبهم الفنادق وقاعات الحفلات كذلك. وأكد، بأن خدمة الديكور تطورت وصارت مواكبة لخطوط الموضة العالمية، مع استعمال أفضل الوسائل والتجهيزات لإضفاء لمسة عصرية راقية، ولذلك يستغني الزبائن عن الديكور الباهت للقاعات و يفضلون لمستهم الخاصة التي تعكس أذواقهم و تتماشى مع طبيعة المناسبة. ويتحدث الديكور كما عبر، عن شخصية من يختاره و يقدم للمدعوين صورة عنه، مشيرا إلى أن الطلبات تشمل حفلات الخطوبة وأعياد الميلاد، و هناك عائلات تفضل الاحتفال في البيت و بدل كراء قاعة حفلات تجهز فضاء منزليا بطريقة جميلة وراقية بالاستعانة بخدمات متخصصين، خصوصا في حفلات الختان. ورغم أن هناك زبائن يملكون تصورا واضحا لما يريدونه، إلا أن البعض يعتمدون على المقترحات التي تقدمها الوكالة، مشيرا إلى أن هناك قاعات حفلات تستأجر بسعر أقل مقارنة بقاعات أخرى، وتكون في الغالب غير مجهزة بشكل جيد، ولذلك يفضل الزبائن دفع مبلغ إضافي لتجهيزها بالاعتماد على خبرة الوكالة ويعتبرون ذلك مهما جدا لنجاح حفلاتهم. أسماء بوقرن