فيما استقطبت بعض الوجهات اهتمام السياح لطبيعتها فريدة حدادي مختصون: نقلة نوعية في القطاع السياحي بالجزائر مع نهاية السنة، تزيد الرغبة في حمل الحقيبة للسفر، رفقة الأهل أو في مغامرة منفردة، لاكتشاف جمال المناطق الداخلية أو بلدان عبر العالم، كل حسب قدرته المادية ورغبته وشغفه، ففي الوقت الذي تختار بعض العائلات قضاء أيام العطلة في رحاب الطبيعة وأحضان الوطن، بين الحمامات المعدنية وسحر رمال الصحراء الجزائرية، لاسيما لاحتفالية نهاية السنة، كما يختار آخرون تونس كوجهة مفضلة، نظرا للمزايا التي تقدمها الفنادق، كونها أقل تكلفة، كما يؤكده زوارها، في الوقت الذي يفضل آخرون أداء مناسك العمرة خلال هذه الفترة من السنة، في الوقت الذي يتنافس محبو الجمال والطبيعة والمغامرة لاكتشاف وجهات أخرى من العالم، فبعد أن كانت تركيا محل استقطاب، أخذت أذربيجان الدور الآن. رغم ارتفاع تكاليف بعض الوجهات وتدني خدمات أخرى جزائريون في رحلة بحث عن عروض تلبي رغباتهم سارعت جل الوكالات السياحية إلى ضبط برامجها نحو بعض الوجهات الداخلية والخارجية، تحسبا لاحتفالات نهاية السنة، وكذا لقضاء العطلة الشتوية، في الوقت الذي راهنت بعض الوكالات على السياحة الداخلية، وأضافت إلى عروضها بعض الوجهات الأجنبية، رغم ارتفاع تكاليفها، على غرار تونسوتركيا ومصر ودبي، وبين هذا وذاك، يبقى المتحكم الوحيد في تحديد الوجهة المفضلة، الميزانية الكفيلة بتحقيق الرغبة المنشودة. لم تعد تكتف الوكالات السياحية بالترويج لعروضها التنافسية عبر واجهات المحلات، وإنما إلى مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت الملاذ لاستقطاب الزبائن، وفق ما أكده أصحاب وكالات سياحية، اختارت مقاسمة متابعيها مختلف الرحلات السياحية التي قامت بها والخدمات المقدمة، لإقناعهم بجودة ما يقدم من عروض وبرامج مختلفة، لأن الزبائن، حسب ما أكده لنا محدث ، لم يعد سؤالهم يقتصر على الأسعار والوجهات المبرمجة وعدد الأيام، وإنما انتقل إلى الرغبة في الاطلاع ورؤية ما يقدم بصورة عينية ليقتنع الزبون، ويقرر بعدها التعاقد على الوجهة السياحية. وجهات سياحية مطلوبة وأخرى مستبعدة لارتفاع تكاليفها الارتفاع المسجل في سعر التذكرة ونوعية الخدمات المقدمة في بعض الولايات الداخلية، وحتى الدول الأجنبية، دفع ببعض الوكالات السياحية إلى عدم التفكير مطلقا في إدراجها ضمن برنامجها، حسب ما كشف عنه صاحب وكالة السياحة والأسفار "الراية" لولاية البليدة، يوسف بن طلاي، والذي ذكر بأن ارتفاع تكاليف الخدمات والتذاكر هذه السنة، دفعه إلى برمجة نوعين من الرحلات السياحة، وهي الحموية التي يكثر عليها الطلب، تزامنها والعطل، إذ تم برمجة خرجات إلى قالمة، سطيف وحمام ريغة، أما فيما يتعلق بالاحتفال برأس السنة، فقد تم برمجة ولاية جانت فقط بسعر 70 ألف دينار للشخص الواحد، موضحا أن ما يتعلق بالرحلات خارج الوطن، يجري التعاون مع عدد من الوكالات من أجل تحضير فوج واحد، بسبب ارتفاع التكاليف. وحسب المتحدث، فإن الطلب على السياحة الداخلية، رغم أنه موجود، إلا أن أسعار الخدمات تبقى مرتفعة، الأمر الذي يدفع بالكثيرين إلى تغيير الوجهة. مؤكدا على ضرورة تدخل الجهات الوصية لمراجعة الأسعار، وتوفير الفنادق وكذا ترقية الخدمات المقدمة التي هي بحاجة إلى رفع مستواها، داعيا في السياق، وزارة السياحة، إلى تنسيق جهودها مع الوكالات السياحة، لمناقشة الإشكالات المطروحة وعرض البدائل، بهدف إنعاش الفعل السياحي في الجزائر. وكالات السياحية في رحلة بحث عن عروض مقبولة من جهته، أوضح صاحب وكالة "تمكين" للسياحة، محمد بن حليمة، بإن الارتفاع الكبير المسجل في أسعار التذاكر والخدمات في العديد من الدول، مثل تركيا التي تتراوح بين 8 ملايين و13 مليون سنتيم لمدة خمس ليالٍ، ومصر من 15 إلى 26 مليون للفرد الواحد، ودبي التي تتراوح بين 17 و22 مليون سنتيم، جعلهم يحصرون الخدمة المقدمة للزبون في حجز الفندق والتذكرة فقط، موضحا اختيارهم التخصص في السياحة الداخلية، باستثناء تونس، التي تعد الأكثر طلبا من قبل الجزائريين، خاصة عند الاحتفال بنهاية السنة، حيث يتم العمل وفق برنامج المناولة، بتنظيم رحلات إليها لمدة ثلاثة أيام نهاية كل أسبوع، بتكلفة بين 15 ألف دينار و30 ألف دينار للشخص الواحد. وفي السياق، أشار المتحدث، إلى أنه على الرغم من أن السياحة الصحراوية هي الأخرى مطلوبة كثيرا وتحديدا في بعض الولايات، مثل جانت، تمنراست وتاغيت، أردف قائلا: "إلا أن تكاليفها الكبيرة، جعلتنا كوكالة نزيلها من البرنامج، ونكتفي بتنظيم رحلات للتعريف ببعض الولايات الداخلية التاريخية أو الولايات التي تعرف وجود حمامات، خاصة في عطلة الشتاء، مثل حمام قرقور بولاية سطيف وحمامات قالمة، حيث تقدر التكلفة ب10 آلاف دينار. موضحا أن أكثر ما يعيق السياحة المحلية، قلة الفنادق ومستوى الخدمات المقدمة التي يقابلها ارتفاع في التكاليف.