اللهيب الذي عرفته أسعار ملابس الأطفال وأعلنه التجار قبل حلول عيد الفطر المبارك مستغلين التوافد الكبير الذي عرفته محلات بيع الملابس من الأسر الميسورة ومتوسطة الحال، بحيث اشتكى المواطنون من اللهيب الذي عرفته أسعار ملابس الأطفال، كانت وجهة العائلات المعوزة إلى محلات الألبسة المستعملة أو (ملابس البالة) ووجدت فيها البديل الذي يغنيها عن الأسعار الملتهبة وكذا جشع التجار، ورأت في الألبسة المستعملة الفرصة التي تمكنها من إدخال الغبطة والفرحة على قلوب أطفالها بدل تفويت فرصة تزويدهم بملابس في عيد الفطر المبارك الذي يتمتع فيه أغلب الأطفال بفرحة لبس الثوب الجديد وقد عرفت أغلب المحلات المختصة في بيع الملابس المستعملة إقبالا من طرف بعض المعوزين لانتقاء ملابس تصلح لأبنائهم قصد اجتياز العيد، وهي العادة التي دأب عليها هؤلاء في كل سنة بحيث يتهافتون على محلات بيع الشيفون بعد أن تذهب هي الأخرى إلى إدخال دفعات جديدة من الملابس المستعملة بمناسبة العيد وأخذت في حسابها تلك العائلات التي لا تقدر على اقتناء الملابس الجديدة وهي على تلك الأسعار الملتهبة، فهي بالكاد تقوى على توفير لقمة العيش وتجد نفسها في مواجهة الطلبات المتكررة للأبناء على ملابس العيد مثلهم مثل أقرانهم فلم تجد تلك الأسر الحل إلا بالتوافد على محلات بيع الملابس المستعملة التي توفر ملابس للكبار وللأطفال بمبالغ معقولة مهما علت في ثمنها لن تبلغ مستويات الملابس الجديدة التي تصطفها المحلات في واجهاتها وفي زيارة لنا إلى بعض النواحي على غرار ساحة أول ماي وبلكور العتيق، باب الوادي لاحظنا الإقبال والتوافد الكبير لبعض العائلات على تلك المحلات تزامنا مع اقتراب مناسبة العيد وكلهم طمع في الظفر بالدفعات الجديدة التي تصلح نوعا ما لاجتياز مناسبة العيد المبارك، ما وضحه أحد الباعة ببلكور الذي اختص في ترويج الألبسة المستعملة والتي يجلبها من دول أوربية على غرار إسبانيا، إيطاليا وغيرها، بحيث قال إن التوافد هو كبير في هذه الأيام على محله من طرف بعض النسوة اللواتي يظهر على هيأتهن عوزهن، بحيث يتفقدن الملابس من أجل العثور على ملابس تصلح لاجتياز العيد ليضيف أنهم صبوا اهتمامهم في هذه الفترة على استيراد ملابس للأطفال من مختلف الأعمار بالنظر إلى الطلب عليها وعرضها بأسعار ملائمة، فهي مهما ارتفعت تكون أحسن بكثير مما هو جار عبر المحلات التي ألهب أصحابها الأسعار من أجل الانقضاض على جيوب العائلات دون رحمة أو شفقة، بحيث راحوا إلى مضاعفة الأسعار مرتين وثلاث بغرض الربح السريع التقينا بسيدة هناك تتفقد ملابس الأطفال لانتقاء ملابس تصلح لأطفالها، اقتربنا منها فاحمر وجهها في الأول إلا أنها بعد ذلك فتحت صدرها وقالت إن الملابس الجديدة تبعد عن قدرة عائلاتها ومن ثمة تبعد عن أطفالها، وقالت إنها تقتني للمرة الثالثة على التوالي ملابس لأبنائها من محلات الشيفون ولا ترى عيبا في ذلك مادام أنها تطمح لإدخال ولو جزء بسيط من الفرحة على أطفالها، لتضيف أن كسوة أبنائها الثلاثة من هناك لا يكلفها مبلغ 2000 دينار بالنظر إلى معقولية الثمن على خلاف ما نجده في المحلات التي ألهبت أسعار الملابس ولا تكفيك نفس القيمة على كسوة ابن واحد فما بالك ثلاثة أبناء على حد قولها