يعيش سكان "الكواشية"، التابعة لدائرة "الشمرة" والتي تبعد بحوالي 65 كلم، عن عاصمة الولاية باتنة، على وقع المشاكل غير المتناهية التي تلازم يومياتهم، بسبب غياب المرافق الضرورية، انعدام المشاريع التنموية إضافة إلى التهميش الذي يلاقيه حملة الشهادات الجامعية والتكوين المهني، وهذا بسبب ما اعتبره القاطنون بها قلة اهتمام ولامبالاة السلطات المحلية. المنطقة لم تلق أي التفاتة من الجهات المعنية تعيد لها الاعتبار و تفك عزلتها المفروضة عليها وتحز الشباب على العمل و منه رفع الغبن عنهم. ومن الجوانب التي وقفنا عليها، على هامش حديثنا مع عدد من السكان، القاطنين في القرية، هي المعاناة اليومية التي تميز حياتهم اليومية، خاصة ما تعلق منها بالمشاريع والبرامج التنموية التي تبقى غائبة عن الساحة، حيث اقتصر الأمر على انجاز طغى عليه السكن الاجتماعي، دون أن يراعي الشروط الضرورية التي تحتاج إليها مثل هذه التجمعات السكانية، خاصة ما يتعلق بالمرافق العمومية التي تبقى الغائب الأكبر، دون الحديث عن المشاريع التنموية، التي لم يوجد لها أثر رغم النداءات اليومية لسكان القرية المذكورة، بغية رد الاعتبار للشبان العاطلين عن العمل، وسعيا لامتصاص البطالة التي وصلت إلى نسبة مرتفعة، أثرت بصورة سلبية على المستوى المعيشي للمواطنين. ويبقى الإشكال الآخر، الذي أفصح عنه المواطنون هو العزلة التي يعانون منها على أكثر من صعيد، جراء غياب التفاتة نوعية من الجهات الوصية، التي وضعتهم حسب قولهم في آخر الاهتمامات، ما جعلهم يعانون الأمرين في سائر أيام السنة، حيث سرعان ما تنتهي متاعب الشتاء في ظل الطرقات المهترئة، التي تعرقل السير العام للمركبات والسيارات، إضافة إلى غياب الإنارة العمومية، التي ترغم السكان على المشي بأضواء الهواتف النقالة، في سبيل الذهاب إلى المسجد على سبيل المثال، لأداء صلاتي العشاء والصبح . كما نقل لنا سكان المنطقة مشكلا آخرا يؤرقهم، ويتعلق بالمتاعب التي تلاحق خريجي الجامعات والتكوين المهني على حد سواء، فرغم أن القرية تابعة لدائرة "الشمرة"، والتي تبعد عنها بحوالي 10 كلم، إلا أن ما يقلق محدثينا، هو رفض ملفاتهم الخاصة بالتوظيف، على مستوى البلدية المذكورة، مع أنه كان من المفترض، أن تراعى وضعيتهم بشكل عادل، وهو ما اعتبره البعض بأنه بمثابة تهميش حقيقي، يؤكد على التمييز الحاصل في التوظيف، وعدم وضع انشغالات قريتهم ضمن الأولويات، فما بالك عندما يتعلق الأمر بالبرامج التنموية والقطاعية.