ضمنت الجزائر على مدى عقود سياستها موقفا ثابتا وداعما للقضية الفلسطينية من اجل استرجاع الشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة وتأخذ دولته مكانتها بين الأمم والمنظمات الدولية على غرار ما حصل بانضمامها لمنظمة اليونيسكو نهاية العام الماضي.وكما كانت مشاركة الجزائر مميزة وقوية في الحروب العربية المتعلقة بنصرة القضية الفلسطينية سواء على الصعيد السياسي والديبلوماسي (قيام الدولة الفلسطينية سنة 1988 خلال انعقاد المجلس الوطني الفلسطينيبالجزائر ) أو على الجبهة العسكرية. ظلت الجزائر برصيدها النضالي ضد الاستعمار في تقديم الدعم لفلسطين والقيام بمبادرات وتسهيل الحملات لمساعدة الشعب الفلسطيني وكسر الطوق المفروض على غزة وغيرها من الأراضي المحتلة.ولازالت الجزائر من أوائل الدول العربية التي توفي دائما بالتزاماتها المالية لصندوق الأقصى التابع لجامعة الدول العربية لدعم الشعب الفلسطيني .فقد احتضن الشعب الجزائري القضية الفلسطينية وساندها في كل مراحلها منذ الانتفاضات الأولى في الثلاثينات من القرن الماضي مرورا بحرب 1948 .وكانت من بين أولى الدول التي فتحت مكتبا للثورة الفلسطينية بعد الاستقلال مباشرة . ولازالت عبارة «نحن مع فلسطين ظالمة او مظلومة» التي أطلقها الرئيس الراحل هواري بومدين تصدح بالأذان لتعكس موقف الجزائر الرسمي والشعبي وتظهر حجم الدعم والمساندة لها. وكان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أول من أسمع صوت الشعب الفلسطيني في الاممالمتحدة سنة 1974 من خلال ياسر عرفات بصفته قائدا للثورة الفلسطينية ورئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية.وقال سفير دولة فلسطينبالجزائر السيد حسين عبد الخالق في حديث أجري معه بمقر السفارة الجديد ببلدية دالي إبراهيم بأعالي العاصمة والذي شيد على شكل نمط مصغر للقدس الشريف ان الشعب الفلسطيني « لا ينسى الدور التاريخي والمميز الذى لعبته الجزائر في دخول الرئيس الشهيد ياسر عرفات للجمعة العامة للامم المتحدة عام 1974 والذي كان يرأس الجمعية في حينه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عندما كان وزيرا للخارجية « مضيفا أن هذا مؤشر واضح على موقف الجزائر ومساندتها للمعركة الديبلوماسية التي قامت بها فلسطين في الساحة الدولية. وحيا السيد عبد الخالق «موقف الجزائر التاريخي منذ اندلاع الثورة الفلسطينية وحتى الآن « والذي وصفه بالموقف الداعم والمساند والمحتضن للقضية فلسطين على كافة المستويات وعلى كلى كافة الأصعدة «مشيرا إلى أن صور الدعم كانت ماديا ومعنويا وسياسيا في كافة الحقب والمراحل التي مرت بها الثورة الفلسطينة قبل وبعد إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية ومنذ نشأة منظمة التحرير الفلسطينية وحتى الآن . وأكد أن «الشعب الفلسطينيألهم بالثورة الجزائرية ويسير على خطاها في سياق دعم الجزائر للقضية الفلسطنية دورها نهاية العام الماضي لتحصيل عضوية كاملة لدولة فلسطين في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة داعية بقوة الدول الى دعم ذلك.وقدم هذا الطلب وزير التربية الوطنية السيد بو بكر بن بوزيد الذي تدخل باسم الجزائر في الندوة العامة لهذه المنظمة الأممية في اجتماعها ال36 وأكد أن هذا الطلب يندرج في إطار «مسعى سلم لان قبول فلسطين داخل اليونيسكو يعني التحضير لقبولها بمنظمة الأممالمتحدة». للتذكير فقد وافق المؤتمر العام لليونيسكو في ال 31 أكتوبر الماضي على أن تصبح فلسطين العضو ال 195 في المنظمة بتصويت 107 دولة واعتراض 14 دولة وامتناع 52 دولة. وت هذه الخطوة لتؤكد على عراقة ثقافة الشعب الفلسطيني التي تحمل تراثا غنيا ليس فقط على الصعيد الفلسطيني بل على الصعيد العربي الإسلامي والحضارات الإنسانية. كما تجلت صور مساندة الجزائر للقضية الفلسطينية في احتضانها للعديد من اللقاءات والمؤتمرات الخاصة بالقضية الفلسطينية وعملها جاهدة لشحن الرأي العام الدولي للقضية الفلسطينية كما جرى خلال (المؤتمر الرابع لحركة عدم الانحياز سنة 1973 ) وما تضمنه خطاب الرئيس الراحل هواري بومدين من دعم مطلق للقضية الفلسطينية. وبخصوص قرار القيادة الفلسطينية التوجه إلى الأممالمتحدة لنيل العضوية كاملة لدولة فلسطين فقد رأت فيه الجزائر حق طبيعي للشعب الفلسطيني أمام التعنت الإسرائيلي وعدم التجاوب مع مسار المفاوضات ورفضها الواضح لمسار السلام العربي. وأكدت أن انضمام فلسطين إلى الأممالمتحدة سيكون بمثابة انطلاقة حقيقية نحو استعادة السيادة الكاملة لدولة فلسطين بعد عقود من الكفاح والنضال. ويؤكد الفلسطينيون أن نضالهم سيبقى مستمرا إلى غاية انتزاع اعتراف بدولة فلسطينية كاملة العضوية وعاصمتها القدس الشريف