الإسلاميون في تركيا كانوا دائما ضد الاندماج بالمؤسسات الغربية وكانوا ضد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. الزعيم الراحل نجم الدين أربكان نفسه كان يصف الاتحاد الأوروبي بخرقة بالية يجب تمزيقها مشيراً إلى خيار الدول الإسلامية وأطيح به من جانب العسكر وواشنطن لهذا السبب في العام 1997. وكان إلى جانبه في قيادة حزب الرفاه كل من عبد الله غول ورجب طيب أردوغان وبولنت ارينتش. وهؤلاء كلهم اليوم هم الذين يقودون تركيا..؟ عندما بدأت فترة سلطة حزب العدالة والتنمية قامت حكومات أردوغان بالتقدم على الطريق الأوروبي إلى درجة جعلت أوروبا توافق على بدء مفاوضات مباشرة مع أنقرة في العام 2005.. ! لكن كل شيء انتهى هنا. ومنذ ذلك الحين تعتبر المفاوضات شبه مجمدة أو مشلولة لشروط أوروبية من هنا ورفض تركي لها من هناك..؟ قبل أيام نشر الاتحاد الأوروبي تقريره الدوري عن مسار العلاقة مع تركيا. وكان تقريرا قاسيا لانتقاداته الكثيرة لسجل حكومة أردوغان خصوصا في مجال الحريات والديمقراطية ولاسيَّما حرية الصحافة.. ! وكانت ردة الفعل التركية الأقوى من جانب وزير الملف الأوروبي ايغيمين باغيش الذي دعا إلى إهمال التقرير ورميه في سلة المهملات..؟ قد يكون كلاما انفعاليا وفي لحظته، لكن لا يبدو أن مثل هذه النظرة التركية إلى الاتحاد الأوروبي مجرد رأي شخصي أو انفعالي بل تبدو نهجا جديدا لدى حزب العدالة والتنمية.. ! ففي نهاية شهر سبتمبر الماضي ولم يكن التقرير الأوروبي الجديد قد صدر، كان أردوغان يخطب في مؤتمر حزبه الرابع لمدة ساعتين ونصف الساعة. جال الرجل في التاريخ السلجوقي والعثماني ولم يذكر ولو مرة واحدة الاتحاد الأوروبي. بل أعطى من الأمثلة في التاريخ العثماني وقبله السلجوقي ما هو عبارة عن مواجهات عسكرية دامية بين الأتراك والبيزنطيين..؟ فهل يمكن اعتبار مواقف أردوغان في تجاهل الاتحاد الأوروبي مجرد هفوة وانتقاد باغيش للتقرير الأوروبي مجرد زلة لسان أو انفعال..؟ !