بعد أن كان سكان الأحياء الجديدة بحي عين المالحة، التابع إقليميا لبلدية جسر قسنطينة، يعانون من بعد المسافة بين منازلهم، ومحطة الحافلات، وعدة أماكن أخرى، وبعد أن انطلق العمل بخط نقل جديد، يربط أحياء عين المالحة بعين النعجة، انتقلت هذه المعاناة من سكان هذه الأحياء إلى سكان الأحياء الأخرى لعين النعجة، خصوصا وأن الحافلات المعنية بالعمل على هذا الخط الجديد، هي نفسها المعنية بخط النقل الرابط بين عين النعجة والقبة، مما ساهم في ظهور مشكلة جديدة تتمثل في نقص هذه الحافلات وانعدامها في بعض المرات، وهو الأمر الذي وضع المسافرين عبر هذا الخط في حيرة من أمرهم، خاصة وأنهم يضطرون للانتظار لمدة طويلة، لحين وصول حافلة لنقلهم، ناهيك عن الاكتظاظ الكبير الذي يتسبب في كثير من الأحيان في نشوب شجارات عنيفة بين المسافرين· حيث يبدأ هؤلاء الناقلون العمل على مستوى هذا الخط في ساعة مبكرة من الصباح، خاصة وأن هذا الخط يمثل لهم ربحا سريعا للمال، نظرا للكثافة العالية للسكان هناك، وإن كان هذا الخط قد حل المشكل الذي يعانون منه، إلا أنه خلق مشكلا آخر للسكان الآخرين، خاصة أولئك الذين لديهم أعمال تنتظرهم ببلدية القبة وما جاورها، ويكون لِزاماً عليهم استعمال هذه الحافلات، ولعل أكثر ما أثار استياء المواطنين، هو وقوف هذه الحافلات واحدة تلو الأخرى، ينتظرون امتلاء الحافلات بسكان عين المالحة، حتى وإن كلفهم الانتظار مدة طويلة، في حين يبقى الآخرون ينتظرون التفاتة بسيطة من أصحاب هذه الحافلات، ومن خلال الحديث الذي جمعنا ببعض المواطنين لمسنا مدى تذمرهم واستيائهم الشديدين، خاصة وأن أغلبهم كانوا متأخرين عن الالتحاق بمقرات عملهم، إذ يقول أحدهم بأنه سئم الانتظار، خاصة وأن كل الأيام بالنسبة له أصبحت متشابهة، نتيجة لما يفعله أصحاب الحافلات بتفضيلهم للعمل على خط دون الخط الآخر، ليضيف أنه احتار كثيرا للأمر، لأن هذا الخط الجديد من المفروض أن يربط حي عين المالحة ببلدية القبة مباشرة، إلا أن طمع الناقلين في كسب أموال زائدة، جعلهم يخصصون أوقات الذروة فقط للعمل عليه سواء في الصباح أو المساء، وهو الأمر الذي ينقلب بالضد علينا نحن، لأننا بحاجة إلى التنقل يوميا عبر هذه الحافلات التي أصبحت بمرور الوقت شبحا يهدد وقتنا وأعمالنا· ليضيف آخر بأنه لا يكفيهم ما يعانونه من تأخير في المساء، أين يكون هناك نقص فادح في عدد الحافلات، التي يكون بعضها غارق في زحمة السير، والبعض الآخر يعمل على الخط الجديد، هاهي اليوم تأتيهم معاناة أخرى في الصباح، حيث يقول إن راتبه الشهري لم يعد يكفيه، لأنه بات مضطرا في كثير من الأحيان إلى ركوب سيارات الأجرة، أو سيارات الكلوندستان، الذين أصبحوا بدورهم يستغلون الوضع بتأثيرهم على الزبائن للركوب معهم، فخسارة القليل من الميزانية أهون بكثير من خسارة جزء كبير من الراتب الشهري بسبب التأخير·