جدّد سكان بلدية سيدي مجاهد بدائرة بني بوسعيد الحدودية بتلمسان، انشغالاتهم التي تندرج في إطار الخدمات، وتخص عدة مجالات أهمّها تدنّي الخدمة الصحية وضآلة حصص السكن الريفي، فضلا عن نقص هياكل التعليم، علما أن عدد السكان يبلغ 7200 نسمة، وتتربع المنطقة على مساحة تقدَّر ب 98.74 كلم، وهي من أعرق البلديات، حيث يعود تاريخ تأسيسها إلى سنة 1958، وهو ما يعني أنها من المدن التي احتضنت الثورة المجيدة. وقد عرفت منطقة بوسدرة أعنف المعارك، واستشهد على إثرها عدد لا يستهان به من فطاحلة الشهداء، كما لازال العديد من المجاهدين يتذكرون بطولاتهم إبان الاستعمار الفرنسي. المرافق الاجتماعية مطلب السكان الملحُّ وتتميز هذه البلدية الجبلية بطابعها الريفي، وتتشكل من عدة قرى وتجمعات سكنية كبوسدرة زاوية تغاليمت وسيدي يحيى وأولاد المهدي وسيدي لخضر، ولازال سكانها يتطلعون لتحسين ظروف حياتهم؛ من خلال الدعم بمرافق تنموية واجتماعية للتخفيف من حجم المعاناة السائدة منذ سنين أمام بعض الإمكانات والموارد المالية للبلدية. وحسب السكان فإن هذه المنطقة لاتزال بحاجة إلى مشاريع وبرامج إنمائية في المستوى حتى يعاد الاعتبار للمنطقة التي تحتاج إلى السكن لاسيما الريفي، كما تحتاج إلى ثانوية ومتوسطة بقرية سيدي يحيى وكذا إعادة تأهيل المرافق الصحية وتوفير الأطباء وسيارات الإسعاف، فضلا عن اهتراء الطرقات سواء الداخلية أو تلك التي تربط البلدية بالقرى، حيث تبقى في حالة يُرثى لها. خدمات صحية تبحث عمن يسعفها... وحسب مواطنين ببلدية سيدي مجاهد فإن الصحة لازالت بعيدة كل البعد عن تطلعات المواطنين؛ وبالتالي لم تصل خدمة الصحة العمومية إلى الحدّ الأدنى المطلوب الذي تتحدث عنه الوزارة المعنية في لغة خطابها، والمتعلق برفع سقف التغطية الصحية وتقريب المواطن من خدماتها بشكل دائم؛ حيث يضطر المرضى لاسيما الحوامل، لقطع مسافة لا تقل عن 40 كلم بين الذهاب والإياب باتجاه مستشفى مغنية لوضع الحمل، وعادة ما يستنجد المواطنون بسيارات الكلوندستان في غياب سيارة الإسعاف، التي تبقى تابعة للمؤسسة العمومية للصحة. كما يفتقر المركز الصحي إلى الأطباء الأخصائيين. ويبقى المركز بحاجة ماسة إلى جهاز للأشعة، هذا زيادة على ضرورة توسيعه. من جهة أخرى، تعرف قاعات العلاج بالقرى، على غرار قاعة الفحص بسيدي يحيى، نقائص عديدة ومتنوعة، حيث تقتصر خدماتها على تضميد الجراح وحقن الإبر فقط. المواطنون يطالبون بتعزيز إعانات السكن الريفي كما اشتكى المواطنون أيضا من ضآلة حصص إعانات السكن الريفي، حيث أودعت عشرات الطلبات؛ علما أن البلدية لم تستفد سوى من حصة تقدَّر ب 120 إعانة ريفية منذ 3 سنوات مقابل آلاف الطلبات. ويأمل السكان من السلطات المحلية بذل الجهود، لتمنحهم الولاية حصة تتماشى وعدد الطلبات في إطار البرنامج الخماسي الممتد ما بين 2010 و2014، وحتى السكنات الاجتماعية تبقى قليلة جدا رغم توفر الوعاء العقاري بالبلدية وقراها. أولياء التلاميذ يناشدون السلطات إنجاز هياكل تربوية بالمنطقة مجال آخر لازال بعيدا عن تطلعات المواطنين بهذه المنطقة الجبلية، ويتمثل في غياب ثانوية بدائرة بني بوسعيد، وهو ما صعّب من تنقّل التلاميذ المتوجهين باتجاه ثانويات مغنية في ظل قدم بعض وسائل النقل، التي عادة ما تصيبها الأعطاب. مشكل النقل يمس كذلك تنقّل تلاميذ القرى والمداشر باتجاه المتوسطة الوحيدة بالبلدية التي تعاني من الاكتظاظ. وحسبما توفر لدينا من معلومات فإن العدد الإجمالي للتلاميذ الذين يتم نقلهم يوميا يقدَّر ب 380 تلميذ. سكان بلدية سيدي مجاهد خلال زيارتنا للمنطقة طالبوا بربطهم بالغاز الطبيعي، الذي يبقى بمثابة الحلم بالنسبة لهؤلاء السكان، الذين لايزالون يلهثون وراء قارورات غاز البوتان؛ إذ يصل سعرها إلى أزيد من 250دج، وأمام هذا الوضع المزري يطالب السكان بالإسراع في تجسيد مشروع إيصال الغاز الطبيعي؛ علما أن المشروع مدرج ضمن برنامج 2011. مشكل آخر يقف حجر عشرة أمام مواطني بلدية سيدي مجاهد وقراها، ويتمثل في عدم صلاحية جل الطرقات سواء داخل البلدية أو تلك الرابطة ما بين البلدية والقرى المجاورة، على غرار الطريق الرابط ما بين سيدي مجاهد والطريق المؤدي إلى بلدية بوحلو، حيث يشهد تدهورا كبيرا وغير ذلك من الطرقات. وفي المجال الرياضي فلا وجود لفريق لكرة القدم رغم المواهب الشابة، وحتى ملعب لكرة القدم منعدم ولو على مستوى الأحياء.