برّأ اللواء «عبد الغني هامل» عناصر الأمن الوطني من مسؤولية الانفلات الأمني الخطير الذي شهدته الملاعب الجزائرية خلال البطولة الكروية المنقضية، مدافعا عن إنجازات القطاع وعصرنته وفقا للمتطلبات والمعايير الدولية. أشرف المدير العام للأمن الوطني صبيحة أمس، بقسنطينة على إسدال الستار عن تظاهرة الأبواب الإعلامية المفتوحة على سلك الأمن الوطني في طبعتها الخامسة والثلاثين، قادما إليها من ولايتي الطارف وعنابة اللتين تفقدا بهما منشآت وهياكل الجهاز. وأثناء تنشيطه ندوة صحفية، كشف اللواء «عبد الغني هامل» عن مشروع جديد يتضمن سحب قوات الشرطة نهائيا من الملاعب على خليفة الأضرار الجسيمة التي تكبدتها في العتاد والتجهيزات والإمكانيات البشرية، معبرا عن امتعاضه من تحميل مسؤولية التدهور الأمني وأحداث العنف بالملاعب إلى أعوان الأمن، في إشارة واضحة إلى الشغب الذي شهدته مباراة مولودية سعيدة بضيفها اتحاد العاصمة أواخر شهر مارس المنصرم، وخلف إصابات خطيرة في صفوف المدنيين النظاميين. وقال هامل بصريح العبارة «لن أغامر مجددا بأعوان الشرطة وممتلكاتها لأن مسؤوليتنا تبدأ خارج الملعب أما داخله فهناك إدارة وقطاع آخر وحدهم من يتحملون مسؤولية العنف وأحداث الشغب». ويعد هذا أول تصريح فريد من نوعه يطلقه الرجل الأول على قطاع الأمن الوطني قاذفا فيه بمسؤولية تنامي العنف في الملاعب في مرمى وزارة الشباب والرياضة والاتحادية الجزائرية لكرة القدم. وفي سياق آخر، رفض مدير عام الأمن الوطني الخوض في تفاصيل القنبلة التي فجرها والي عناب محمد الغازي قبيل التشريعيات حين كشف عن تعرض دمغته و توقيعه إلى عملية تزوير قام بها مرشح للانتخابات لما بعث بتعليمة تحث أجهزة الأمن والإدارة المحلية على تسخير أموال وممتلكات الدولة لفائدة دعم حملة المرشح بهاء الدين طليبية الذي فاز بعدها بمقعد في البرلمان. وقال هامل ردا على سؤال «السلام» في المؤتمر الصحفي الذي نشطه أمس، بقصر الثقافة «مالك حداد» وسط مدينة قسنطينة «إن والي ولاية عنابة أبلغني أمس بحيثيات القضية وأكد لي براءته التامة مما جاء في التعليمة التي وصفها بالمزورة، لكن القضية الآن بيد جهاز العدالة» يشدد اللواء هامل. وأثنى المدير العام للأمن الوطني على «جاهزية القطاع وتطوره وعصرنته وفقا للمتطلبات والحاجيات الأساسية للوطن والمواطن وبما يتماشى مع المعايير الدولية» مشيدا في هذا السياق ب»التعاون الوثيق مع الشرطة الدولية وفق اتفاقيات وعلاقات هي الأهم مقارنة ببقية دول الجوار». وشدد هامل أن الجزائر وافق حقيقة على تكوين وتدريب عناصر الشرطة الليبية، حيث «يتم تدريب الأعوان ميدانيا في التراب الليبي، بينما الإطارات السامية للأمن الليبي سيخضعون لتدريب داخل الجزائر». وقال المتحدث إن مصالحه سخرت أزيد من 1000 شرطي لضمان الأمن بحوالي 64 شاطئ تحضيرا لموسم الاصطياف، لكنه استدرك «إن ولايات جيجل وسكيكدة وتيزي وزو وبومرداس ستخصص لها تغطية أمنية استثنائية تحسبا لهجمات بقايا الجماعات الإرهابية». وكانت الفرصة أمس، مواتية ليعاين المسؤول الأمني بعض منشآت قطاهه بولاية قسنطينة ثم تابع استعراضات ومناورات لمختلف الفرق والوحدات الأمنية قبل أن يكرم أعلاما من المنطقة على غرار الشيخ عبد الحق شقيق العلامة ابن باديس وكذا ابنة الشهيد «زيغود يوسف» وعميد أغنية المالوف الحاج «محمد الطاهر فرقاني»، بينما قدم له المتحدث باسم الحركة الجمعوية والمجتمع المدني محمد الصالح طامني،هدايا تراثية ترمز إلى منطقة قسنطينة العريقة.