تعيش عشرات العائلات القاطنة بمركز العبور المسمى "سنطارة" والمتواجد ببلدية حسين داي في العاصمة، ظروفا اجتماعية صعبة في كنف بيوت الصفيح، التي حوّلت حياتهم إلى جحيم حقيقي يزداد مرارة وقساوة مع مرور الأيام، في انتظار حل لانشغالاتهم، والتي أوّلها إعادة ترحيلهم إلى سكنات لائقة في أقرب وقت ممكن. حيث أعرب القاطنون في حديثهم مع يومية "السلام اليوم"، عن مدى استيائهم وتذمرهم الشديدين للظروف المعيشية التي يتكبدونها في بيوت تفتقر لأدنى الشروط الضرورية للحياة وأبسطها، مؤكدين في سياق حديثهم أن تشييدهم بيوتهم في أماكن غير لائقة كمراكز العبور، فرضته عليهم العشرية السوداء التي شهدتها الجزائر، حيث قامت السلطات بإجلاء السكان من النقاط الساخنة التي عرفت التهديد الشامل من طرف الإرهاب؛ ولهذا فقد صنّفتهم السلطات ضمن المواطنين المنكوبين، في حين وعدتهم بالترحيل في أقرب المشاريع السكانية المبرمَجة لهذه الفئة والمقرَّر توزيعها، إلا أن الواقع أثبت عكس ذلك، لتتناسى السلطات المحلية والمسؤولة ملف العائلات إلى غاية كتابة هذه الأسطر، كما صرح لنا به المقيمون، الذين اعتبروا لا مبالاة هذه الأخيرة وتقاعسها عن إعادة ترحيلهم إلى سكنات لائقة ضمن البرنامج الذي سطرته الدولة لترحيل كل العائلات المقيمة بمراكز العبور، ظلما لهم، خاصة بعد قدوم العديد من العائلات التي تعاني أزمة سكن لتبني بيوتا من الصفيح بالقرب منها؛ محوّلة بذلك المكان إلى حي فوضوي، وهو الأمر الذي زاد من معاناة هؤلاء، الذين اعتبروا قدومهم ورقة خسارة بالنسبة لهم، خاصة مع تأزيم الوضع مع السلطات المحلية، التي وقفت حائرة في إيجاد حل للوضعية رغم أن القاطنين بالمعبر هم الذين لهم حق الترحيل؛ نظرا للوضعية التي ألزمتهم ذلك، على حد قولهم، والتي جعلتهم يتخبطون في مشاكل جمة وفي حالة معيشية مزرية، حيث يعرف الأخير الانتشار الفادح للنفايات والروائح الكريهة وهشاشة بيوتهم، التي باتت لا تتحمل حتى الظروف المناخية، فضلا عن انتشار الأمراض المزمنة في أوساط العائلات، والتي تعود معظم أسبابها إلى الرطوبة العالية بالبيوت، التي تفتقر لأبسط ظروف العيش اللائق. وفي هذا الصدد تناشد العائلات السلطات المحلية للمقاطعة الإدارية لحسين داي، التدخل العاجل لإعادة ترحيلهم إلى سكنات لائقة وبرمجتهم ضمن المشاريع السكنية المقبلة.