أسفر الاحتجاج وعمليات الشغب التي قام بها سكان شاليهات لزوتدين أو ما يعرف بحي جعيدة ببلدية برج البحري شرق العاصمة في اليومين السابقين، عن حرق شالي تابع لمصالح ديوان الترقيه والتسيير العقاري لحسين داي، إضافة إلى تحطيم شاليهات أخرى فارغة، ناهيك عن الجرحى في وسط رجال الشرطة، وتأتي هذه الأحداث حسب ما صرّح به القاطنون للجزائر الجديدة تنديدا على الأوضاع التي يتجرعونها منذ ما يزيد عن 10 سنوات في شاليهات انتهت مدة صلاحياتها منذ فترة وتفتقر لأدنى شروط السلامة، حيث تقطن حوالي 486 عائلة تم إحضارها من مختلف بلديات الوطن ولظروف معيشية مختلفة، فهم ضحايا زلزال 2003، وحملة باب الواد ضف إلى القاطنين ببيوت آيلة للسقوط، وما زاد من نرفزة العائلات القاطنة انطلاق الولاية بحملة توزيع السكنات التي أعطت الأولوية لسكان البيوت الفوضوية، مع أنهم الأحق بذلك حسب تعبيرهم لامتلاكهم الوثائق التي تثبت أحقيتهم وشرعية استفادتهم من سكنات لائقة، خاصة مع العلم أن سكان البيوت القصديرية لا يملكون وثائق تبيّن حقيقة وضعيتهم وأغلبيتهم نازحين من مختلف ولايات الوطن. وفي سياق ذي صلة تحدّث رب عائلة يقطن بهذه السكنات أن هذه الاحتجاجات كادت تعرف مسارا آخر لولا تدخل الكبار ل تهيئة الوضع، حيث عكف الشباب على إخراج جميع عائلاتهم وإحراق جميع الشاليهات بما فيها، تنديدا عن الأوضاع التي باتت مستحيلة التحمل، خاصة مع اقتراب فصل الصيف أين تتحول هذه السكنات إلى أشبه بآلة طهي يستحيل البقاء بداخلها ناهيك عن الحشرات والجرذان التي باتت تشاركهم حياتهم بشكل عادي، وما انجر عنه من ظهور مختلف الأمراض التنفسية والحساسية لغياب التهوية إضافة إلى الضيق، فالعديد من العائلات تتكون من خمسة إلى عشرة أفراد، وآخر ما زاد من تذمر هؤلاء أنهم تم إحضارهم من شاليهات بن زرقة إلى شاليهات بن جعيدة كحل مؤقت لكن الوضع طال لسنوات عديدة، وفي سياق ذي صلة صرّحت إحدى ربات البيوت أنهم سمعوا من خلال وسائل الإعلام أن مشروع الترحيل سيوجه بالدرجة الأولى لسكان الشاليهات لكن الواقع أظهر عكس هذه الأنباء هذا ما قضى على أحلامهم في الحصول على سكنات ودخولها قبل شهر رمضان الكريم السلطات تعد بالحل وبعد تهدئة الأوضاع توقف عمليات الاحتجاج والشعب من طرف الشباب الثائر، توّجه بعض القاطنين من كبار الحي للجهات المعنية لمحاولة إيجاد حل يرضي الجميع وبعد لقاء مع الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية للدار البيضاء والذي أفاد لهم أن ترحيلهم سيتم بصفة رسمية، لكن الولاية اعتمدت مخطط تتبعه للقضاء على بعض النقاط السوداء التي شوّهت المنظر الجمالي للعاصمة والواقعة بأكبر بلديات الوطن كحيدرة وعين النعجة ثم سيتم برمجتهم ضمن القائمة المقبلة والتي ستكون كحد أقصى لغاية شهر أكتوبر.