تساهم في تقليص فاتورة إستيراد البنزين والمازوت و تفتح آفاق التصدير من المرتقب أن ترتفع القدرات الإنتاجية لمصفاة سيدي رزين في براقي في العاصمة، بعد عملية الصيانة والتأهيل وفقا لمعايير الجودة والسلامة الدولية، لتصل إلى 3.645 مليون طن سنويا، أي بزيادة نسبتها 35 بالمائة مقارنة بما كانت عليه من قبل. هارون.ر إرتفاع القدرات الإنتاجية للمصفاة ذاتها، سيعزز لا محالة قدرات الجزائر في إنتاج المواد البترولية المكررة خاصة مادتي البنزين والمازوت، ما يقلص فاتورة الإستيراد، ويفتح أيضا آفاق التصدير التي هي ليست بالبعيدة. هذا وقام، عبد المومن ولد قدور، الرئيس المدير العام لمجمع «سوناطراك»، أول أمس بإعادة تشغيل مصفاة «سيدي رزين» للمنتجات المكررة بالجزائر العاصمة، على أن تنطلق في الإنتاج شهر مارس الداخل، في إطار تطوير مجال قطاع البيتروكيمياء وتحويل المنتجات الخام التي تنتجها الحقول الوطنية، وحضر التدشين كل من مصطفى قيطوني، وزير الطاقة، نور الدين بدوي، وزير الداخلية والجماعات المحلية، والتهيئة العمرانية، وعبد القادر زوخ، والي العاصمة. في السياق ذاته، إعتبر ولد قدور، أن مصفاة النفط هذه «مكسبا هائلا» للجزائر بالنظر لكونها قد تسمح للبلاد بالتحول من مستورد للوقود والمشتقات النفطية إلى مصدر لها إبتداء من 2021، وقال في هذا الصدد «لقد أخذنا الكثير من الوقت لرفع هذا التحدي لكننا في مقابل ذلك أخذنا الكثير من الدروس بالأخص فيما يتعلق بآجال الإنجاز والكلفة والنوعية». وفيما يتعلق بالتغييرات الأخيرة التي مست إطارات «سوناطراك»، أوضح المتحدث، أن الأمر يندرج في إطار تشبيب طاقم المجمع، معبرا عن إستيائه مما وصفه ب«التأويل السلبي» الذي أعطته بعض وسائل الإعلام لهذه التغييرات. كما وأوضح بدوي بالمناسبة، أن المصفاة ستضمن تزويد العاصمة والولايات الوسطى بمواد الطاقة، مضيفا أن تجسيد المنشآت الطاقوية في إطار المخطط الإستراتيجي آفاق 2035، سيسمح بتكييف القانون الأساسي للعاصمة، وتحقيق مشروع العاصمة متطورة وذكية. من جهة أخرى، أشار المتحدث، إلى أن الجزائر نجحت بجدارة في التغلب على كل محاولات تدمير المنشآت الطاقوية خلال العشرية السوداء، موضحا أن الحكومة تعمل بجد من أجل الحفاظ على المكتسبات والإستمرار في إنجاز المشاريع بمختلف أشكالها. للإشارة ستسمح المصفاة الجديدة التي تقدر قيمة إستثمارها ب 1.5 مليار دولار، برفع قدرات إنتاج الوقود من 3.6 مليون طن إلى 5.4 مليون طن سنويا. وأشار أحمد مازيغي، رئيس نشاط التسويق ب «سوناطراك»، إلى أنّ إعادة تأهيل مصفاة سيدي رزين، يندرج ضمن برنامج إعادة تأهيل مصافي الشمال، وأوضح أنّه ومن أجل تلبية الطلب الوطني على المواد المشتقة مثل المازوت قامت «سوناطراك»، بإطلاق برنامج واسع لتطوير الصناعة التكريرية في 2018 يتضمن محورين يتمثلان في إعادة تأهيل المصافي القديمة من أجل زيادة القدرات الموجودة إلى جانب إنجاز مصافي أخرى بغية رفع قدرات الإنتاج ومعالجة المواد المشتقة بهدف تلبية الإحتياجات الوطنية وتصدير الفائض. ويهدف مخطط إعادة تأهيل مصافي الشمال (الجزائر العاصمة وآرزيو وسكيكدة) إلى تأمين القدرة الموجودة وزيادة قدرة المعالجة الأولية لاكثر من 3.8 مليون طن في السنة ما بين 2012 و 2019، وأبرز كمال مازيغي، أن ذلك المخطط يهدف إلى الرفع أيضا من الحصة النسبية لإنتاج الوقود (بنزين ومازوت) بالمقابل مع المواد الأولية (نافتا وفويل)، وتطابق وسيلة الإنتاج مع معايير الإستهلاك الأوروبية (أورو في) ولمعايير الأمن الصناعي، إضافة إلى المعايير البيئية، وأبرز على ضوء ما سبق ذكره أن الجزائر لن تستورد البنزين إبتداء من السداسي الثاني من 2019 .