يناشد سكان مداشر بلدية سبت عزيز السلطات المحلية والولائية بتدعيم الفضاءات الدينية في منطقتهم، حيث يفتقد هؤلاء لمساجد ومدارس قرآنية، ويضطر الكثير منهم للتنقل من أجل أداء الصلوات الخمس، فيما الغالبية مضطرون للتزام بيوتهم في ظلّ معضلة النقل وانعدام الأخير بصفة نهائية، بجانب العزلة والبطالة ونقص التوعية وهو ثالوث بات علامة مسجلة بهذه المنطقة بقوة. والملفت للانتباه أنّ البلدية في حد ذاتها تعيش في عزلة تامة، الأمر الذي حتم على أبناء المداشر إلى النشوء في بيئة منغلقة على العالم، فلا المستوى التعليمي الابتدائي أعطى نتائجه، ولا السلطات وفرت لهؤلاء النقل من أجل إخراجهم من العزلة، الأمر الذي أصبح لا يُطاق من خلال هروبهم من هذه المداشر أو عدم تشجيع الفارين منها على العودة إليها. وبات الكثير من الشباب وأرباب الأسر لا يفكرون في البقاء في هذه البلدية العالقة بين العزلة والبطالة، وما زاد الطين بلة هو عدم توفر هذه المداشر على أبسط ضروريات الحياة، كأماكن الترفيه والمساجد أو على الأقل قاعة مطالعة وتثقيف الشباب الذي لا يجد مكانا يقضي فيه أوقات فراغه، الأمر الذي ولّد لدى الكثير من أبناء المنطقة نوعا من المشاكل النفسية كالانطوائية والبعد عن المجتمع خاصة وعمّق من هزال التكافل الاجتماعي. ولمسنا خلال زيارتنا لهذه المنطقة، مدى تعاسة هؤلاء فلا مسجد يعززون به صلتهم بالله ولا نقل يوصلهم إلى أماكن عملهم من غير تعب، ولا وجود حتى لمحلات تجارية تغنيهم عن التنقل إلى المدينة من أجل شراء ضروريات الحياة، وبات حصول أحد هؤلاء على قارورة غاز يكلفهم يوما كاملا، وسط إمكانات فلاحية معتبرة تشكو ضعف الوسائل بل وانعدامها. كما طالب أهالي المنطقة بتوفير الدعم الفلاحي وتشجيعهم من أجل خدمة أراضيهم، التي لم يقدروا على خدمتها بسبب غياب الوسائل والمعدات .حيث يلجأون إلى العمل في نشاطات أخرى همهم في ذلك كسب قوت يومهم.