تشهد شبابيك الحالة المدنية هذه الأيام، بمعظم بلديات ودوائر ولاية باتنة اكتظاظا كبيرا وضغطا لا نظير له، بسبب توافد كبير للناجحين الجدد في شهادة البكالوريا لاستخراج وثائقهم المطلوبة للتسجيل في الجامعات والتخصصات التي يرغبون فيها. هذا الوضع جعل أعوان المصالح المذكورة يعجزون رغم كثرة عددهم عن تلبية كل الطلبات في يوم واحد، إضافة إلى ذلك الذين يريدون المشاركة في المسابقات التي تجرى هنا وهناك في مجالات مختلفة، منها النواحي العسكرية وكذا الأمن والدرك وغير ذلك من التخصصات التي يرغب فيها هؤلاء، خاصة الذين لم يتحصلوا على شهادة البكالوريا للمرة الثانية، ناهيك عن انشغالات عامة الناس من متطلبات لوثائق يحتاجونها من خلال أشغال هامة تخص بهم. طوابير واكتظاظ أمام شبابيك الحالة المدنية يواجه، هذه الأيام المواطن والطالب وغيرهم ممن يحتاجون إلى وثائق إدارية، صعوبة كبيرة في استخراج وثائقهم الإدارية، حيث تتزامن مع نتائج البكالوريا والمسابقات المهنية في شتى المجالات، مما جعل طوابير الانتظار ترسم ديكورا في مدخل جميع البلديات، ناهيك عن المنتظرين خارجها. وتشهد حالات من الفوضى والطوابير الطويلة نتيجة للضغط المسجل على هذه المصلحة، بالنظر إلى الطلبات المتعلقة باستخراج مختلف الوثائق الإدارية الضرورية لتكوين ملفات التسجيلات الجامعية وغيرها من الانشغالات التي تخص الفئة الأخرى من المواطنين. كما يضطر المواطن إلى الوقوف لساعات طويلة بغية استخراج الوثيقة المطلوبة، إذ تجدهم ينتظرون منذ الساعات الأولى لفتح الشبابيك وإلى غاية نهاية الدوام الرسمي للعمل. ندرة في استمارات شهادة الميلاد الأصلية ما زاد الطين بلة، يواجه المواطن مشكل عويص في معظم مصالح الحالة المدنية بمختلف بلديات الولاية اكتظاظا وفوضى عارمة، نتيجة النقص المسجل في استمارات شهادة الميلاد الأصلية، مما خلق أزمة أدت إلى تذمر المواطنين الذين وجهوا نداءات للسلطات المعنية لفك الحصار عن مصالح الحالة المدنية، لكن لا حياة لمن تنادي، ومن بين أكثر البلديات تضررا بنقص الاستمارات الخاصة بشهادة الميلاد الأصلية العادية كل من بلدية مروانة وغيرها من كبريات الدوائر، حيث يضطر الكثير منهم بالاستنجاد بالبلديات التي لم تشهد اكتظاظا للحصول على شهادات الميلاد رقم 12. “المعريفة” مخرج الشخصيات والأثرياء والمعاناة للغلابى هذه المشاكل الجمة التي أنهكت كاهل المواطنين ككل، تلجأ بعض فئات من المجتمع على غرار أثرياء وشخصيات من المواطنين مستغلين المناصب والأموال لمصالحهم وأبنائهم لكسب بعض من شهادات الميلاد، لتسهيل أشغالهم وغير ذلك من أمور يعجز عنها الزوالي، كما يضطر أغلبيتهم إلى الوقوف في الطوابير طيلة اليوم قبل الوصول إلى الشباك لإيداع الطلبات والعودة في مدة لا تتعدى اليومين للحصول على الوثائق المطلوبة، والتي قد ينتظرها المواطن لمدة أسبوع وهو الأمر الذي خلف تذمرا كبيرا في أوساط المواطنين الذين أرجعوا سبب الاكتظاظ إلى نقص التنظيم. الطلبة متخوفون والإدارة لا تتسامح مع المتأخرين في تسجيلات البكالوريا من جهة أخرى، يواجه الطالب الجديد المتحصل على شهادة البكالوريا ضغطا نفسيا كبيرا لما روج من أخبار عن عدم السماح من طرف الإدارة المعنية للمتأخرين في التسجيلات الأولية لالالتحاق بالجامعة، حيث أكد معظم الطلبة ممن تحدثت إليهم “السلام”، أنهم متخوفين من استمرار هذه الأزمة في استخراج وثائق التسجيل في الجامعة، معبرين عن غضبهم الشديد إزاء هذه المشاكل التي تعاني منها بلدياتهم من فوضى وازدحام، مطالبين السلطات التدخل لحل معضلتهم وإعادة النظر في تسيير البلديات.