في مشهد مبكّر لمسلسل الصراعات الذي قد يطبع مرحلة ما قبل الانتخابات المحلية المقررة الخريف القادم، بدأت معركة القوائم في إشعال حرب المحليات داخل حزبي الغالبية “جبهة التحرير الوطني” و«التجمع الوطني الديمقراطي”، وأتت الشرارة بعد ترخيص كل من عبد العزيز بلخادم وأحمد أويحيى لأتباعهما بترشيح كوادر مميّزة من خارج أسوار الأفالان والأرندي. وعلمت “السلام” من محيط الجبهة والتجمع، أنّ بلخادم وأويحيى أصدرا تعليمتين شفويتين موجهة لمسؤولي المكاتب الولائية أعطيا عبرهما الضوء الأخضر للراغبين في الترشح ضمن قوائم الحزبين، وحسب مصادر السلام، فإنّ بلخادم اشترط في تعليمة موجهة إلى مسؤولي القسمات والمحافظات أن يكون المترشح معروفا وله وزنه بالمنطقة التي يقطن فيها، وهي الخلفية ذاتها التي اتكأ عليها أويحيى، في مسعى من الحزب العتيد ومنافسه المباشر للاستحواذ على معظم مقاعد المجالس المنتخبة بعدما احتلا الصدارة خلال تشريعيات العاشر ماي الماضي. وبشأن تطورات الوضع داخل البيت العتيد، ربطت مصادرنا خطوة بلخادم بما تعيشه الجبهة من صراعات بين الجناح المناوئ لبقاء الأمين العام الحالي، والجناح الموالي، مؤكدة بأنّ بلخادم يسعى مجددا لقطع الطريق أمام خصومه من أصحاب مبادرة سحب الثقة والتقويميين في حالة ما أرادوا توظيف ورقة قواعد الأفالان من القسمات والمحافظات الموالية لهم في حسم معركة القوائم. وبعدما تولى بلخادم اختيار قوائم التشريعيات بنفسه، يسعى مناوئوه لكسر حراك بلخادم هذه المرة، ويعتبر هؤلاء خطوته “تكتيكية” تبحث على الحيلولة دون اتساع نفوذهم بجبهة التحرير، ومخافة نجاح مخطط سحب الثقة خلال الدورة الاستثنائية للجنة المركزية المقررة في الثامن والتاسع سبتمبر المقبل، خصوصا مع بروز الموعد كحلقة مفصلية، سيدعمها ملف قضائي سيودع لدى محكمة الشراقة خلال الأيام القادمة. في غضون ذلك، نفى “عيسي قاسا” الناطق الرسمي باسم الأفالان ل “السلام”، مضمون التعليمة إياها جملة وتفصيلا، بينما أبدى “أحمد بومهدي” العضو البارز في مبادرة سحب الثقة من بلخادم، رفض فريقه خطوة الأمين العام للحزب في حالة ما إذا طرحها على أعضاء اللجنة المركزية في الدورة الاستثنائية، مشيرا إلى عدم مشروعية ما يقوم به بلخادم وفقا للنظام الداخلي والقانون الأساسي. وقال بومهدي أنّ الحزب العتيد ليس بحاجة الى أشخاص معروفين ونافذين لفوز الأفالان في المحليات القادمة، منوّها بالدور الذي يقوم به أعيان ومناضلي الحزب العتيد المتواجدين عبر كامل التراب الوطني. إلى ذلك، أقرّ “ميلود شرفي” المتحدث باسم التجمع الوطني الديمقراطي خطوة أويحيى، وشرح أنها أتت بإيعاز من أعضاء المجلس الوطني الذين دعوا أويحيى للسماح لمتعاطفين بالترشح تحت مظلة الأرندي في الاستحقاق القادم. وأكّد شرفي موافقة أويحيى الذي اشترط أن يكون المترشحين على رؤوس قوائم المحليات المقبلة من الشخصيات البارزة والمعروفة في منطقتها على غرار الأعيان سيما في مناطق معروفة في شرق وغرب وجنوب البلاد، ودافع شرفي على قرار أمينه العام الذي يستند برأيه إلى كل من النظام الداخلي والقانون الأساسي.