لا يزال الحديث عن مكان إجراء مباراة الدوري التصفوي الأخير المؤهل لنهائيات أمم إفريقيا 2013 بين المنتخب الوطني ونظيره الليبي، محل جدل ونقاش، وسط تضارب كبير للأنباء، مع إصرار الطرف الليبي على إجراء المواجهة في طرابلس، بالرغم من الوضع الأمني الهش الذي يجعل سلامة الوفد الجزائري مهددة. يحدث هذا في الوقت الذي تشير آخر الأخبار التي بحوزتنا أن الاتحادية الليبية، وبموازاة المساعي الحثيثة التي تقوم بها لإقناع “الكاف” بفكرة برمجة اللقاء بطرابلس، فإنها في ذات السياق راسلت الإتحادية المغربية، لبرمجة المواجهة في أحد ملاعب المملكة. مصر خارج السباق بصفة رسمية يبدو أنّ الخيار المصري قد سقط رسميا من حسابات المسؤولين الليبيين لعلمهم باستحالة تحسن الأوضاع الأمنية في مصر، التي تشهد هي الأخرى أوضاعا مشابهة لما عليه الحال في ليبيا قبل موعد اللقاء، ولعل الاعتبار الأمني يبقى أبرزها بحيث يدرك الجميع وخاصة الاتحادية الدولية لكرة القدم مدعومة بالاتحاد الإفريقي للعبة والذي لا يتلاعب بمثل هذه الأمور، سيما أن الأمر يتعلق بأرواح اللاعبين، مع تصاعد الصدام السياسي بين الرئيس الجديد محمد مرسي والعسكر. الليبيون يرفضون تونس بسبب أنصار الخضر بالرغم من أن مسؤولي المنتخب الليبي كانوا يفضّلون استقبال مبارياتهم كلها تقريبا على الأراضي التونسية خلال الأدوار التصفوية السابقة، على غرار لقاء المنتخب الكامروني الذي استقبله الليبيون على ملعب “الطيب المهيري” بصفاقس، إلاّ أن مسؤولي المنتخب الليبي أكدوا رفضهم القاطع لهذه الفكرة مجددا، منذ الإعلان عن القرعة ووقوعهم مع الخضر في الدور التصفوي الأخير، حيث يرى الأشقاء الليبيون أنّ استقبالهم للمنتخب الوطني الجزائري هناك سيخدم “الخضر” أكثر بسبب علمهم المسبق بسهولة تنقل مناصري الخضر بقوة إلى تونس لمؤازرة منتخبهم، خاصة وأنهم يتذكرون جيدا الأعداد الهائلة التي تنقلت إلى سوسة في كان 2004، وهذا بحكم قرب المسافة التي تربط البلدين وهو ما جعلهم يتجهون نحو المغرب. المغرب الخيار الأفضل بتأكيد مفتاح كويدر وحسب المعطيات السابقة، فإن كل المؤشرات تشير إلى أن كل الطرق تؤدي إلى تنشيط مباراة الذهاب من الدور التصفوي الثالث والأخير المؤهل إلى “كان” 2013 بين المنتخب الليبي والجزائري بالمغرب، سيما وأن كل الترشيحات السابقة بلعب المباراة بتونس أو حتى مصر مرفوضة للأسباب التي ذكرناها، بالإضافة إلى تأكيد “مفتاح كويدر” الرجل الأول على رأس الاتحادية الليبية لكرة القدم باختياره لمصر أو المغرب ليعلمهم بإمكانية لعب مباراة منتخب بلاده هناك في حال رفض الكاف لطلبهم بالعودة إلى الاستقبال على الأراضي الليبية. وحسب آخر الأنباء الواردة من ليبيا والمغرب، فإن الخيار الوحيد للأشقاء الليبيين بات اللعب بالمغرب، فبالرغم من رفض الأنصار الليبيين لهذا المقترح بسبب بعد المسافة بين ليبيا والمغرب وصعوبة تنقلهم لمؤازرة رفقاء الزوي، إلا أن الاتحادية الليبية تصر على اللعب بالمغرب بهدف غلق الطريق أمام تنقل الجزائريين إلى المغرب، خاصة وأن الحدود مغلقة بين الجزائر والمغرب.