استفحلت ظاهرة التجارة غير الشرعية مع حلول شهر رمضان الكريم عبر ربوع ولاية مستغانم، في ظل غياب قوانين ردعية وإجراءات صارمة، تمنع مثل هذه النشاطات التجارية غير القانونية، حيث يتنافس تجار الأرصفة على عرض كل أنواع السلع على مساحة مخصصة لمرور الراجلين، بشكل اضطر المارة أنفسهم للسير وسط الطرقات، بكل ما ينجر عنه ذلك من مخاطر. يحدث هذا أمام صمت الجهات المسؤولة التي لم تحرك ساكنا، رغم المحاولات المحتشمة التي تشنها في بعض الأحيان، لكنها لم تجد نفعا مع إصرار التجار، الذين يستغلون المناسبات لتحقيق الربح السريع، وكذا البطالة الخانقة التي تدفع ببعض الشباب إلى ذلك لكسب القوت. وفي ديكور صار مهيمنا، يلاحظ الزائر عشرات الطاولات والعربات المختلفة الأحجام متراصة هنا وهناك، سيما بالسوق الشعبية بعين الصفراء وسط المدينة الذي يعد نموذجا حقيقيا للظاهرة، حيث يباع فيه كل شيء، والأخطر من ذلك أنّ بعض التجار الفوضويين أصبحوا يتعمدون عرض منتجاتهم مجهولة المصدر، وبعضها منتهية الصلاحية بأثمان رخيصة، لكسب ود المتسوقين ولو كان ذلك على حساب حياة هؤلاء. فالأجبان ومشتقات الحليب الأخرى تسوّق في ظروف غير صحية تنعدم بها أدنى شروط الوقاية، تحت أشعة الشمس ووسط الغبار المتطاير نتيجة مرور السيارات التي تركن بالقرب من السوق الشعبية المذكورة، الشيء نفسه ينطبق على باقي المعروضات الأخرى، من خضر وفواكه وسلع كثيرة. الفوضى العارمة في هذا السوق جعلت الأوساخ والفضلات تنتشر في كل مكان، مما جعلها مصدرا لانتشار مختلف الحشرات السامة، التي أضحت تهدد صحة القاطنين بهذه المدينة التي تشكو انتشار الأوساخ على طول العام بمختلف أحيائها السكنية. وأثرّ انتشار التجارة الفوضوية بالمدينة سلبا على فئة التجار الشرعيين الذين شهد هامش الربح لديهم تراجعا من سنة لأخرى، خاصة مع وجود المعارض التي تفتح أبوابها، الشيء الذي أصبح يكلفهم خسارة فادحة، زيادة على ارتفاع نفقاتهم بفعل تكاليف الإيجار والضرائب. ومع استمرار الوضع، عمد الكثير من التجار الشرعيين بدورهم إلى إخراج السلع من المحلات وعرضها على الأرصفة، وهو الشيء الذي زاد في حدة الوضع ويستدعي تدخل أهل الاختصاص لحماية المواطنين ووقف مثل هذه التجاوزات، فالفوضى عارمة والخبز يباع على قاعة الطريق أمام مرأى ومسمع الجميع، وسط إقبال مثير من لدن المستهلكين في ظل غياب ثقافة استهلاكية، في وقت زادت الزلابية والشامية والمشروبات الكثيرة خلال هذا الشهر الفضيل الوضع سوءا مما يجعل حياة الصائمين في خطر، طالما أنّ الإصابة بالتسممات الغذائية تتضاعف مع موجة الحرارة المرتفعة. هذه الظاهرة لم تسلم منها جل بلديات الولاية ال 32، ومع مرور الوقت أصبحت أمرا مألوفا يحدث في كل مرة، ومع اقتراب عيد الفطر المبارك الكل يسابق الزمن للظفر بمكان جيد في الساحات العامة وعلى الرصيف لجلب عدد أكبر من الزبائن وبالتالي تحقيق أكبر قدر من الربح، فوسط تلك المدن تزينت هذه الأيام بالملابس المعروضة هنا وهناك بمقاسات مختلفة ولكل الأعمار، لكن الملفت للانتباه أنّ الأسعار أخذت منحى تصاعديا وهي في تزايد مستمر مع اقتراب العيد. وبلغت الزيادات الضعف سيما في الملابس الخاصة بالأطفال والنساء، وهو ما سيحرم الكثير من العائلات من اقتناء كسوة العيد مع موجة الاسعار الجنونية هذه، خاصة مع ارتفاعات شهر الرحمة الذي جعله بعض التجار موعدا للربح والمضاربة على حساب العائلات الفقيرة.