كشف التقرير السنوي للخارجية الأمريكية حول مكافحة الإرهاب في العالم، أن الجزائر نجحت في منع وصول السلاح الليبي إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، كما قامت إلى حد بعيد بشل نشاطات التنظيم في الشمال. أشادت الولاياتالمتحدةالأمريكية في التقرير الذي عرضه أول أمس «دانيال بنجامين» منسق مكافحة الإرهاب لدى كتابة الدولة الأمريكية، بجهود الجزائر في مكافحة الإرهاب وملاحقة عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، سواء في الداخل أو في منطقة الساحل الإفريقي. وجاء في التقرير أن «تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي يبقى تهديدا هاما على الأمن سيما في المناطق الجبلية من شرق الجزائر وفي المناطق الشاسعة الصحراوية للجنوب القريبة من البلدان الحدودية من الجنوب الجزائري وهي مالي، موريتانيا والنيجر». وذكرت كتابة الدولة الأمريكية، أن الجزائر ضاعفت جهودها المعتبرة لاستهداف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، وأكد التقرير أن هذا التنظيم الإرهابي «أضحى معزولا في الجزائر غير أن تواجده في الساحل يبقى مقلقا». وأضاف «قوات الأمن الجزائرية عزلت تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في شمال البلد، ومكنت من تقليص عدد الاعتداءات الإرهابية الناجحة لهذا التنظيم». غير أن التقرير أشار كذلك إلى أن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي لم يتوقف عن تنفيذ الاعتداءات الانتحارية، وكذا الاعتداءات باستعمال العبوات الناسفة عن بعد والكمائن في المناطق الريفية خارج العاصمة. وأثنى تقرير كتابة الدولة الأمريكية على جهود الجزائر في منع وصول السلاح الليبي إلى عناصر القاعدة، وقال «المحاولات المتكررة لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بنقل الأسلحة من ليبيا نحو شمال مالي وجنوب الجزائر، قد أفشلت جزئيا بسبب تأمين الحدود بين الجزائر والنيجر». وأعلنت الجزائر مؤخرا المناطق الحدودية مع كل من مالي وليبيا «منطقة عسكرية مغلقة» لتأمينها ومنع دخول الأسلحة المهربة. وحول هذه النقطة أكد التقرير أن الجزائر أغلقت حدودها مع ليبيا في شهر سبتمبر الماضي، وأرسلت الآلاف من عناصر قوات الأمن من أجل تأمين هذه الحدود ومنع تهريب الأسلحة». وكان الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» قد أكد مطلع جويلية للرئيس «عبد العزيز بوتفليقة»، أن الجزائر شريك مهم لواشنطن في مكافحة الإرهاب بمنطقة شمال إفريقيا نظرًا ل»الدور المحوري» الذي تقوم به في هذا المجال. وقال أوباما في برقية تهنئة بمناسبة الذكرى ال 50 للاستقلال «الجزائر مازالت تلعب دورًا محوريًا في مجال مكافحة الإرهاب، وهي شريك مهم في مجال الأمن بالمنطقة». وأضاف أن «الشعب الأمريكي يعرب عن امتنانه لالتزام الجزائر بخوض الحرب ضد الإرهاب، وأن «بلدينا عانيا من آثار التطرف وهما يتقاسمان الالتزام بتشييد مجتمعات سلمية ومتعددة يمكن فيها لكل المواطنين إسماع صوتهم».