توفر المنابع الحموية المنتشرة بكثرة في منطقة بوحنيفية التابعة لولاية معسكر، خدمات صحية بالجملة تسهم في العلاج الطبيعي لما يربو عن العشرة أمراض، بفعل ما تنطوي عليه مياهها الحارة من خواص أقنعت الأطباء بجدوى توجيه مرضاهم إلى ما صارت تسمى ب«المؤسسات الصحية البديلة” تبعا لنجاعتها العلاجية. ”السلام” تسلط في هذا التحقيق، الضوء على راهن هذه الحمامات المعدنية في مسقط رأس الأمير عبد القادر، بهذا الشأن، يشير عبد النور ياحي إلى كون منابع وحمامات بوحنيفية، يتراوح تدفق مياهها ما بين 6 و25 لترا في الثانية وتتمتع بمكونات كيميائية تفيد في علاج أمراض الجلد والكلى والمفاصل والأعصاب والتنفس والأنف والحنجرة والأذن، كما تعد هذه المياه غنية بالمواد المعدنية التي تفيد لعلاج العديد من الأمراض المتصلة بالمفاصل والبشرة. ويلفت لحسن تيجاني إلى أنّ دراسات علمية أظهرت أن قوة حجم تدفق ودرجة الحرارة الثابتة لمياه هذه المنابع (تصل إلى 45 درجة سلزيوس)، غنية بالبيكاربونات والمغنيزيوم ويتيح علاج عديد الأمراض الجلدية، خصوصا مع جودة المنشآت الطبية الموجودة داخل المحطات الحموية، في صورة عيادات حديثة وفضاءات صحية للتدليك والعلاج المعدني بطاقة 160 حصة علاجية في اليوم. ويؤكد محمد خازم الأخصائي في أمراض الكلى، أنّه على منوال الكثير من زملائه يحث مرضاه للإكثار من شرب مياه منبع بوحنيفية بغرض إسقاط حصيات الكلى، ويعزو خازم خطوته إلى حالات عدد من مواطني المنطقة تحوّل وضعهم الصحي إيجابا بعد استهلاكهم الماء العذب للينبوع المذكور، ويشدد خازم على ضرورة مداومة المرضى على شرب ماء المحقن لفترة شهر على الأقل، حتى تتحقق النتائج المرجوة. ويستقطب حمام بوحنيفية ما يزيد عن 150 ألف زائر في الأسبوع بغرض العلاج، وما يزيد من تحفيز الزوار وجود تجهيزات طبية حديثة وكوكبة من الأطباء المختصين في هذا المنبع. ويشيد علي بلحي بالمزايا العلاجية لمياه بوحنيفية، لذا ينصح الكثير من مرضاه بالذهاب إليها للتداوي من الأمراض الموصوفة ب«المستعصية”، نظرا لما تتصف به المنابع من مميزات فيزيائية، كيمائية وعلاجية بمعدل حراري لا ينزل تحت سقف 40 درجة مئوية وبتدفق قدره 40 لترا في الثانية. وتصلح مياه بوحنيفية لعلاج أمراض الروماتيزم وسائر الأمراض الجلدية كالطفح الجلدي وكذا داء الشلل، إضافة إلى أمراض الأنف والأذن، الحنجرة، أمراض الحساسية، تصلب الشرايين، الأوردة الدموية وكذا أثار الحروق والالتهاب الرئوي المزمن، ناهيك عن أمراض الجهاز البولي وهو ما يؤكده أحمد ملوك وفريد مجوج الأخصائيان في الأمراض المزمنة. ويسعى القائمون على محطة بوحنيفية المعدنية، إلى تحويلها إلى مجمع طبي ضخم يحتوي على قاعات علاج بالمياه المعدنية الحموية، وأخرى لإعادة تأهيل الأعضاء وحمامات بخارية بكل لواحقها، ما سيوفر العلاج الطبي المتخصص لنحو 120 شخص في اليوم تحت إشراف فريق طبي مؤهل يعتمد على استعمال الوسائل الحديثة. وتقترح الحمامات البخارية ببوحنيفية (درجة حرارتها 37 سلزيوس) حصصا علاجية في الصونا لمعالجة الالتهابات الوريدية وتلك المتعلقة بالأمراض النسائية، احتكاما لامتلاكه - بحسب حسين رحال - معادن كثيرة تفور بخصائص علاجية على غرار كلور الصوديوم، البكاربونات، المغنيزيوم، واتسامها بنوعية بكتريولوجية حسنة. فضلا عما تقدّم، يوفر الحمام العريق بوحنيفية وجبات صحية لزبائنه، تماما مثل قاعات تدليك وأخرى خاصة ب«الصونا”، وينفرد بوحنيفية بدرجة حرارة قياسية تصل حدود 96 درجة مئوية وتتجاوز أوعيتها 6500 لتر في الدقيقة الواحدة. وتشهد هذه المنابع الحموية قدوم كثيرين من أجل التداوي، مثل توفيق، سيد علي، إبراهيم وهم في الأربعينيات، يؤكدون أنهم يقطعون آلاف الكيلومترات في سبيل معالجة أمراض المفاصل، فضلا عما يوفره الحمام من استرخاء ذهني وعضلي وتموقعه كوسيلة مساعدة على الرشاقة وممارسة الحمية.