تعرف مقاهي الانترنت إقبالا كبيرا من طرف الأطفال والمراهقين والشباب العاطل عن العمل، ورغم حرص كثير من أصحاب تلك الفضاءات بالتزام الاستعمال القانوني المنظّم لهذا النشاط، يرفع آخرون أيديهم ليعطوا الحرية الكاملة لكل مستخدم في أن يتصفح أي موقع طالما سيدفع المال في النهاية، وهو الأمر الذي يهدد القيم الأخلاقية والاجتماعية، ويتجه بها نحو الشذوذ الفكري والجنسي على حدّ سواء . مقاهي الأنترنت أو مايعرف ب”السيبر كافي” هي من بين الفضاءات التي يلجأ اليها الكثير من الأشخاص خاصة المراهقين، من أجل تصفح المواقع الاباحية رغم أن الكثير منهم يملكون رابط الأنترنت في منازلهم وذلك بحثا منهم عن الخصوصية في أماكن لاتفرض فيها الرقابة على المستخدم خاصة إذا كان أصحابها لايأبهون لما يفعله الزبون. ”السلام” دخلت بعض مقاهي الأنترنت في العاصمة، وحاولت معرفة مدى التزام هذه الأماكن بالرقابة، لنتفاجأ بواقع مرّ وهو أن أغلب أصحاب تلك المقاهي يطبقون شعار الدفع مسبق ولايهم ما تفعله وراء شاشات الكومبيوتر، يحدث هذا بالرغم من أن جلّ المقاهي في الجزائر مزوّدة ببرنامج خاص من شأنه أن يكشف أيّ موقع ممنوع يمكن أن يدخله المتصفح. خلال الجولة التى قمنا بها التقينا بالكثير من أصحاب المقاهي والذين اختلفت آراؤهم بشأن موضوع الرقابة، حيث يقول في هذا الصدد امين، صاحب مقهى انترنت بالحراش أنه لا يرفض أن يدخل أحد الزبائن لهذه المواقع مادام ليس قاصر فالأمر يختلف لأن الزبون يدفع من أجل تلقي خدمة، وحسب المتحدث فإنه لايمكنه منعه من ذلك، ويضيف أنه ومن خلال الخبرة يعرف الأشخاص الذين يدمنون على المواقع الإباحية بمجرد دخولهم خاصة وأن شاشتهم تتغير ألوانها بمجرد دخولهم لهذه المواقع. اختلف الرأي بالنسبة لمحمد، مسيّر مقهى انترنت بالكاليتوس والذي أكّد لنا أنه يرفض مطلقا فكرة أن يترك الزبائن الذين يرتدون المقهى يطلعون على هذه المواقع الإباحية بمجرد أن يدفعون بضع الدنانير، لأنه وببساطة يضيف ضميره لا يسمح بذلك، ويوافقه مني، مسير مقهى في الحي ذاته حيث يعمل على حجب هذه المواقع من جهازه الخاص لأنه يرفض أن يتحوّل “السيبر كافي” إلى محلّ للشواذ. يرى بعض الأشخاص الذين حاولنا معرفة رأيهم في هذا الموضوع، والذين أكدوا لنا أن المواقع الاباحية ليست فقط مواقع يرتادها الشباب والمراهقون بل حتى الآباء الذين كان الاجدر بهم أن يمارسوا الرقابة على أبنائهم ويعملوا على زرع الوازع الأخلاقي في سلوكهم، غير أن الأمر أصبح يختلف حيث يوجد من كبار السن من يحتاجون إلى الرقابة. هذا ما حدث مع أحد الأشخاص وهو كهل تجاوز سن الخمسين متعوّد على الدخول إلى مقهى الأنترنت وتفصّح المواقع الإباحية دون حرج، رغم أنه يعلم أن المقهى يحتوى على جهاز للمراقبة، وعندما يقوم صاحب المحل بحجب هذه المواقع يتساءل دون حرج عن الخلل وراء هذا الحجب، ويطلب من المسيّر أن يقوم باصلاحه، ولايقتصر الأمر فقط على الرجال أو المراهقين، حيث أكّد لنا عديد من أصحاب مقهى الأنترنت أن هناك نساء يتصفحن هذه المواقع دون الاكتراث او الخجل من صاحب المحل الذي يراقب الجهاز، حيث يقول أمين، في هذا الشأن أنه صدم عندما وجد سيدة في العقد الأربعين من العمر، متزوجة وتسكن في ذات الحيّ قصدت المقهى من أجل تحميل الأفلام الإباحية. الأطفال هم الفئة الأكثر تضررا تعتبر فئة الأطفال من أكثر الفئات تأثرا وتضررا لدى تعرضّها لمثل هذه المواقع، حيث يقصدون مقاهي الانترنت في مجموعات من أجل التسلية فقط، فتتحول هذه المزحة إلى إدمان يمكن أن يحوّل الطفل الصغير إلى شاذ جنسيا مدمن على تصفّح مواقع اباحية، وهنا يدخل دور الآباء وأصحاب المقاهي الذين يلزم عليهم ضميرهم منع هذه البراءة من أن تتلوث، ولقد أجمع أغلب من تحدثنا إليهم من أصحاب مقاهي الأنترنت أن أغلب القصر الذين يرتادون مقاهي الانترنت يقومون بمشاهدة الفيديوهات على اليوتيوب، وعندما تكون هناك صور اباحية يقومون بمشاهدتها بدافع الفضول. غير أن جلّ المتحدثين أكّدوا لنا أنهم يفرضون رقابة صارمة على القصر للوقوف في وجه غايتهم في الولوج لمثل هذه المواقع التى من شأنها افساد سلوك الطفل. كان للفتيات نصيب كبير في هذه القضية، حيث اكّد لنا أغلب من تحدثنا اليهم من أصحاب “السيبر كافي” ان الفتيات يقبلن على هذه الفضاءات من أجل تحميل أو مشاهدة المسلسلات التركية بنسخها الأصلية، حيث أن أغلبهن يبحثن عن المحذوف وهو مالا يستثنيه جهاز المراقبة بالإضافة إلى الرغبة والفضول في مشاهدة فضائح المشاهير.